رحبت واشنطن بانطلاق المفاوضات التاريخية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، أملاً منها في أن تتيح هذه العملية تشجيع الديموقراطية في الشرق الأوسط ودمج هذا البلد الذي يعد غالبية مسلمة بالغرب. وعلى رغم أن الولاياتالمتحدة ليس لها كلمة في المحادثات، فانها قامت بحملة واسعة حتى تبدأ المفاوضات في الوقت المحدد، ورحبت بالاتفاق الذي أبرم بين الدول ال25 الأعضاء في الاتحاد. وشجعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس المسؤولين الأتراك على قبول شروط فتح المفاوضات مع الدول الأوروبية. ويعتقد أن تكون رايس دعت أيضاً النمسويين إلى قبول التسوية وطلبت من القبارصة عدم التدخل. وأعلن الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك ان رايس التقت أول من أمس سفراء الاتحاد الأوروبي في واشنطن وأبدت في هذه المناسبة دعمها لفتح المفاوضات. وأضاف"كررت التأكيد على وجهة نظرنا القائمة على الاعتقاد بان انضمام تركيا إلى أوروبا سيخدم في شكل افضل مصالح العائلة الأوروبية وسيشكل قوة إيجابية أكثر من أجل دفع السلام والازدهار والديموقراطية". وأعلن روكويل شنابل السفير الأميركي السابق في بروكسيل إن واشنطن كسبت من فتح مفاوضات انضمام تركيا. وقال:"نرى تركيا على أنها عضو في الاتحاد الأوروبي يمكن أن يشكل عامل استقرار بين أوروبا وآسيا وبين أوروبا والعالم الإسلامي". في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الحكومة الألمانية أن المستشار غيرهارد شرودر سيزور تركيا الأربعاء المقبل لإجراء محادثات مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان. ويتوقع أن يستعرض الزعيمان خلال محادثات أنقرة العلاقات الثنائية والمفاوضات التركية - الأوروبية. وعبر المستشار الألماني غيرهارد شرودر الذي تؤوي بلاده اكبر جالية تركية عن سروره ببدء المفاوضات. وقال إن"تركيا تعكس الإسلام والقيم الأوروبية يمكن أن تشكل دفعاً كبيراً للاستقرار والأمن في أوروبا ومناطق أخرى". من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده غير متخوفة من توسع الاتحاد الأوروبي ليضم تركيا أو إزاء تقاربه مع أوكرانيا. وأضاف:"لدينا علاقات ممتازة مع الاتحاد الأوروبي ومع تركيا". وأكد أن بلاده لا ترى ضرراً في أن ترغب بلدان مثل أوكرانيا التي لطالما كانت ضمن دائرة نفوذ موسكو، في أن تعزز علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي. إحياء ملف قبرص أمام ذلك، دعا رئيس البرلمان الأوروبي جوزيب بوريل إلى مبادرة جديدة لإعادة توحيد قبرص، معتبراً أن المناخ اصبح مؤاتياً بعد انطلاق مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد. وقال بوريل بعد لقاء مع مسؤولين قبارصة أتراك في الجزء القبرصي التركي من الجزيرة"أظن أن علينا اغتنام فرصة فتح مفاوضات مع تركيا من اجل اتخاذ مبادرة جديدة لحل القضية القبرصية". وتابع"نتمنى استئناف المفاوضات بين الطرفين القبرصيين للتوصل إلى حل تقبله المجموعتان".