ابدى وزير النفط الإماراتي محمد بن ظاعن الهاملي تحفظات لجهة التوقعات بشأن القرار الذي ستتخذه منظمة"اوبك"عندما تجتمع غداً الأربعاء في فيينا لتحديد مستوى انتاجها النفطي للنصف الثاني من العام الحالي. وقال الوزير الإماراتي في تصريحات لپ"الحياة"ان اوبك ستكون امام خيارين، اولهما الإبقاء على سقف الإنتاج الحالي البالغ 27.5 مليون برميل يومياً باستثناء العراق، وثانيهما زيادته بمقدار مناسب بحيث يؤدي الى تهدئة اسعار النفط في الأسواق العالمية، لافتاً الى ان مستوى الإنتاج الفعلي من النفط الخام يزيد على السقف الحالي بنحو 500 ألف برميل يومياً. ويقول المراقبون ان الحذر الإماراتي في شأن القرار الذي ستتخذه اوبك يعكس وجود اكثر من رأي داخل المنظمة، يرى احدها زيادة سقف الإنتاج 500 ألف برميل يومياً ليصبح 28 مليوناً، لأن ذلك"تحصيل حاصل"، فيما يرى آخرون ضرورة تثبيت سقف الإنتاج عند مستواه الحالي، بسبب وجود فائض في المعروض. وأمام هذا التباين في الآراء، ترى الإمارات ان القرار الذي ستتخذه اوبك يجب ان يخضع لدراسة دقيقة لوضع السوق النفطية. ويؤكد الوزير الإماراتي في هذا الصدد ان اوبك ستراجع في مؤتمرها اوضاع السوق النفطية، وتجري دراسة عن توقعات العرض والطلب ومخزونات النفط العالمية خلال النصف الثاني من هذا العام، اضافة الى تطورات اسعار النفط خلال الفترة التي سبقت عقد المؤتمر. ولفت الهاملي الى ان اسواق النفط شهدت خلال الأسابيع الأخيرة تذبذباً في الأسعار، حيث ارتفع مؤشر الخام الأميركي نحو 10 دولارات خلال فترة اسبوعين عن مستوى 46 دولاراً للبرميل في منتصف ايار مايو الماضي الى اكثر من 55 دولاراً في بداية حزيران يونيو الجاري، مدعوماً بزيادة في الطلب على المشتقات البترولية، ولكنه تراجع خلال الأيام القليلة الماضية ليصل الى مستوى 53 دولاراً للبرميل. ويرى الهاملي ان على رغم ارتفاع اسعار النفط في الفترة الأخيرة،"ما زالت اساسيات السوق النفطية من عرض وطلب توضح في شكل لا يقبل الشك ان الإمدادات النفطية الى الأسواق العالمية تزيد على مستوى الطلب العالمي على النفط"ما ادى"الى تراكمات كبيرة في المخزونات النفطية"في الكثير من الدول المستهلكة الرئيسية. ويؤكد الوزير الإماراتي ان الارتفاع في اسعار النفط سببه مؤثرات اخرى خارج نطاق اساسيات العرض والطلب على النفط، من بينها المضاربات في اسواق النفط الآجلة وعدم الاستقرار في بعض مناطق الإنتاج، اضافة الى القلق الذي يساور الأسواق النفطية حول عدم توافر طاقة اضافية لدى الدول المنتجة. ولفت الى ان اوبك تنتج حالياً ما يقارب 30 مليون برميل من النفط يومياً، مؤكداً ان الاستمرار بهذا المستوى من الإنتاج خلال النصف الثاني من العام الحالي سيؤدي الى تراكم مخزونات نفطية تقدر بنحو 800 ألف برميل يومياً بنهاية العام، ما يدل بوضوح الى أن المعروض النفطي في الأسواق العالمية يزيد على حاجة السوق الفعلية. وقال الهاملي ان على رغم ارتفاع اسعار النفط او استمرارها على مستواها الحالي، فإنه سيكون امام المؤتمر الوزاري خيار رفع سقف الإنتاج الحالي للمنظمة بمقدار 500 ألف برميل يومياً بهدف تهدئة الأسعار في الأسواق العالمية، او الإبقاء على سقف الإنتاج الحالي البالغ 27.5 مليون برميل يومياً باستثناء العراق. وأكد وزير الطاقة الإماراتي ان بعض دول اوبك ما زال يمتلك طاقات انتاجية اضافية يمكن استخدامها عند الحاجة، بهدف المحافظة على استقرار اسواق النفط. وقال ان هناك الكثير من الدول في المنظمة ومنها الإمارات تستثمر حالياً في قطاع البترول بهدف زيادة طاقة الإنتاج لتلبية الطلب العالمي على النفط في الحاضر او المستقبل.