اعتبر الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 17 حزيران يونيو من الشهر الجاري"مزوّرة قبل إجرائها"، ذلك أن هيئة رجال الدين في النظام الاسلامي اختارت كل المرشحين إليها مسبقاً. وقال ماكورماك:"يمكن التشكيك في انتخابات يقرر رجال الدين، وهم بعض الأشخاص غير المنتخبين، في شأن من يحق له الترشح إليها بالفعل". وأضاف:"يمكن السؤال عما إذا كان الشعب الإيراني سيحظى فعلاً بجميع الخيارات التي يمكنه التمتع بها لو لم يكن هذا الدور الذي يلعبه بعض الأشخاص غير المنتخبين قائماً". إعلان"متوقّع" وبينما امتنع المسؤولون الإيرانيون عن الرد مباشرة على التصريحات الأميركية، رأى النائب السابق في البرلمان الإيراني رضا يوسفيان، عضو حزب جبهة المشاركة الداعمة للمرشح الإصلاحي الراديكالي مصطفى معين، أن هذا الموقف الأميركي ليس جديداً، ولفت إلى أن"التدخلات الأميركية خلال المرحلة الإصلاحية لم تكن أبداً في مصلحة التيار الإصلاحي أو الحركة الإصلاحية"، معتبراً أنها"شكلت في تأثيرتها مدخلاً مكن التيار المحافظ من ممارسة المزيد من القمع للحركة الإصلاحية وإفشال المشروع الخاتمي". من جهتها، اعتبرت مصادر مقربة من التيار المحافظ الإعلان الأميركي محاولات للتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية، في وقت اعتبر خطيب صلاة الجمعة والأمين العام لمجلس صيانة الدستور أحمد جنتي أن كل صوت يسقط في صناديق الاقتراع هو بمثابة"سهم في قلب أميركا". معين والأوروبيون ويتزامن التصريح الصادر عن الخارجية الأميركية مع لقاء جمع بين مصطفى معين وعدد من سفراء الاتحاد الأوروبي، نفى الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي أن يكون للقاء المذكور آثار سلبية على الأمن القومي الإيراني. وأكد آصفي أن وزارة الخارجية"لا تتدخل في مثل هذه اللقاءات"باعتبار أن معين ليس مسؤولاً في الدولة، ولفت إلى وجوب أن ينسق المرشحون الآخرون للرئاسة، لا سيما علي أكبر هاشمي رفسنجاني ومحسن رضائي ومحمود أحمدي نجاد، مع الخارجية وطلب موافقتها في حال أرادوا عقد لقاءات مماثلة. ويأتي كلام آصفي في وقت علت فيه الأصوات من داخل التيار المحافظ لمطالبة السلطة بمساءلة معين عن أهداف هذا اللقاء وما دار خلاله من أحاديث، معتبرين أن ذلك يفتح باب التدخل الأجنبي المباشر في الشؤون الداخلية الإيرانية. وطالب رئيس تحرير صحيفة"كيهان"المحافظة حسين شريعتمداري المقربين من معين بتوزيع نص اللقاء والشريط المصور الخاص به لإظهار حسن نية مرشحهم، ما دفع المنسق الإعلامي في مكتب معين الانتخابي عيسى سحرخيز إلى الكشف عن محاور الناقشات التي دارت خلال اللقاء، والتي تؤكد على تناول المحاور الرئيسية لبرنامج معين الانتخابي وما يتضمنه من موضوعات تتعلق بحقوق الإنسان والعلاقات مع المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الأوروبية وأميركا. وكشف سحرخيز عن أن معين أكد خلال اللقاء موقف إيران الثابت بالحصول على التكنولوجيا النووية لأهداف سلمية، وأنها لن تتخلى عن برنامجها النووي. كما قال لسفراء الاتحاد الأوروبي أنه في حالة فوزه في الانتخابات"لن نترك الأمور تصل إلى حد يعرض المصالح القومية الإيرانية للخطر، مع السعي إلى تعزيز الثقة الدولية في نشاط إيران النووي". ورأت القوى المحافظة في الموقف الجديد لمعين في الموضوع النووي تخلياً عن حق إيران في حال تعرضت مصالحها القومية للخطر، وهو ما يتعارض مع حقوق الشعب. أمام ذلك، نال الأمين العام لمجلس صيانة الدستور أحمد جنتي من"بعض اللقاءات المشبوهة التي يجريها عدد من المرشحين على حساب استقلال الموقف الإيراني"، ملوحاً إلى أن الوقت لم ينته بعد ليراجع مجلس صيانة الدستور قراره في الموافقة على صلاحية وأهلية المرشحين قبل الانتخابات. مكاتب الاقتراع في الخارج على صعيد آخر، أعلنت سفارة إيران في فرنسا أمس أن الايرانيين المقيمين في فرنسا وغيرها من الدول الاوروبية سيتمكنون لأول مرة من المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وأن أربعين مكتباً انتخابياً ستفتح في الولاياتالمتحدة حيث سبق وشاركت الجالية الإيرانية في الانتخابات. وفي فرنسا، ستفتح أربعة مكاتب اقتراع لهذه الانتخابات الرئاسية التاسعة منذ الثورة الاسلاميةعام 1979 في إيران. وأوضحت السفارة الايرانية أن مكاتب اقتراع ستفتح أيضاً في بريطانيا 10 وفي هولندا 2 والدنمارك 2.