هل يسجل المؤرخون أن 29 ايار مايو هو نهاية الاتحاد الاوروبي؟ قد يكون من الجنون استبعاد هذه الفرضية لأن كل محاولات توحيد أوروبا بدءاً بالامبراطورية الرومانية، فشلت. فلم قد تشذ محاولة التوحيد هذه المرة عن القاعدة؟ وعلى عكس المحاولات السابقة, تُبنى امبراطورية الاتحاد الاوروبي، في حقبة ما بعد الحداثة على ارادة شعوبها. ولكن شعوب اوروبا، وليس الفرنسيين وحدهم, يشعرون أكثر فأكثر أن الاتحاد لا يستجيب طموحاتهم. وهذا ما يسمى"العجز أو النقص الديموقراطي"بحسب التعبير الاوروبي. لكن نتائج الاستفتاء الفرنسي أثبتت أن المشروع الاوروبي قدم بعض الاجابات أخيراً. فاذا رفضوا الاجابات هذه فشل المشروع الأوروبي. ... وفي تجديد اطلاق مشروع الاتحاد الاوروبي قد يبرز لتوني بلير بعض الحلفاء غير المتوقعين. فقد يضطر شيراك المستضعف الى تسمية نيكولا ساركوزي، وهو الأثير لدى10 داوننغ ستريت مقر رئاسة الحكومة البريطانية لتولي منصب رئاسة الحكومة. وفي المانيا قد يخسر المستشار غيرهارد شرودر منصبه امام منافسته انجيلا ميركيل التي تشبه بلير في دعمها الاتحاد الاوروبي وميلها الى الولاياتالمتحدة. لكن ذلك يتعلق بالمدى الزمني البعيد. وقد يلوم شيراك وآخرون بريطانيا على فشل المشروع الاوروبي. وقد تجمَّد الاصلاحات الاقتصادية, والمحادثات في شأن موازنة اوروبية، وفتح الباب لانتساب تركيا. ولكن إحدى أكبر مشكلات الاتحاد الاوروبي تكمن في أن الشعوب المتعددة تعارضه لأسباب مختلفة ومتشعبة، فإذا سويت مسألة بقيت أخرى عالقة. وهناك أيضاً بعض العوامل التي تخرج عن سيطرتنا كالصعود السريع للهند والصين، وهما تقتنصان فرص العمل من أوروبا. تيموثي غارتون آش، غارديان البريطانية، 30/5/ 2005