توصل قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسيل امس، الى اتفاق على سياسة دفاعية مشتركة ومستقلة عن حلف شمال الأطلسي. وتواصلت الخلافات بينهم على الدستور الاوروبي المرتقب، منذرة بصراع طويل بين المحورين: الألماني - الفرنسي والاسباني - البولندي اللذين يسعىان الى ثقل متعادل في عملية صنع القرار. راجع ص 8 وقال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني الذي رأس القمة ان الاتفاق على استحداث "خلية تخطيط عسكري وعمليات" اوروبية مستقلة، لا يعني التخلي عن الاطلسي، بل هو تعزيز للعلاقة مع الولاياتالمتحدة، مشيراً الى ان عضوية تلك الخلية "ستكون مفتوحة أمام كل الدول الأعضاء" للمساهمة في عمليات حفظ السلام في العالم. وحرصاً على التباين مع عقيدة الدفاع الأميركية، اكد الاتحاد ضرورة اجراء "عمليات وقائية تشمل الجوانب العسكرية والاقتصادية والسياسية". ورأى بعض المراقبين ان الاختلاف بين "العمليات الوقائية" و"الحرب الاستباقية" الاميركية "قد يكون لغوياً". وأبلغت مصادر ديبلوماسية في بروكسيل "الحياة" ان بريطانيا لعبت دوراً في الاتفاق كجسر بين اميركا وأوروبا. وخففت من قلق واشنطن من تشكيل "خلية العمليات" بتأكيد التنسيق بين قادة الاطلسي ونظرائهم الاوروبيين. وفي المقابل، حصل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير من الرئيس جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر على وعد بتنازلات لجهة احتفاظ بلاده بحق النقض فيتو داخل الاتحاد، وكذلك عدم التدخل في اقتصادها او تعديل نظامها الضريبي. وفي شأن عقدة الدستور، طلب شرودر وشيراك من بلير ممارسة ضغوط على حليفيه الاسباني والبولندي للتراجع عن طلب زيادة تأثير وارسو ومدريد داخل الاتحاد والموافقة على خفض نسبة الاصوات التي منحتها قمة نيس للبلدين قبل ثلاث سنوات. وحذر شرودر من فشل المفاوضات في شأن حق التصويت وهو العائق الرئيس امام اقرار مشروع الدستور الاوروبي، معتبراً ان من غير المنطقي ان تطالب بولندا التي لا يتجاوز عدد سكانها ال40 مليوناً ب27 صوتاً داخل الاتحاد في حين لا تزيد عليها ألمانيا الا بصوتين، على رغم ان عدد سكان الاخيرة يناهز ال80 مليوناً. كما انتقد شيراك تمسك اسبانيا وبولندا بحصتهما.