أعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير أمس عن إحباط محاولة انقلاب واتهم منافسه السياسي رياك مشار بالوقوف وراءها بعد المعارك الكثيفة التي جرت ليلا في العاصمة جوبا حيث أُعلن حظر للتجول لفترة غير محددة. وقال للصحفيين «هناك محاولة انقلاب لكنها أحبطت ونحن نسيطر على الوضع». وأضاف أن «المهاجمين لاذوا بالفرار ونحن نلاحقهم» متهما «مجموعة من الجنود الموالين للرئيس السابق رياك مشار منافسه السياسي الذي عزل في يوليو. وشهدت مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان قتالاً ضارياً منذ مساء الأحد بين مجموعتين من أفراد الحرس الرئاسي عقب نشر قوات من قبيلة «الدينكا» في مواقع يوجد فيها جنود من أبناء قبيلة «النوير». وبدأت الاشتباكات مساء الأحد، وحتى مساء أمس كان القتال لا يزال مستمراً بين المجموعتين. وذكرت مصادر عسكرية أن القتال بدأ بعد وصول قوات من الحرس الرئاسي من أبناء «الدينكا» الذين تم تخريجهم مؤخرا إلى ثكنات الجيش في بلفام يوم السبت بالتزامن مع بدء اجتماعات مجلس التحرير الوطني للحركة الشعبية للبت في الخلافات القائمة بين مجموعتي سلفا كير ورياك مشار. وقالت المصادر إن أبناء النوير نجحوا في السيطرة على الثكنات وطرد القوة المكونة من أبناء الدينكا في الوقت الذي أكدت فيه مصادر أخرى قتل قائد هذه القوة. وأضافت المصادر أنه تم نشر الدبابات في المنطقة بعد أن امتدت المواجهات صباح أمس إلى خارج المساكن العسكرية، وأن القتال امتد إلى عدة أحياء في المدينة حيث شملت قيادة الشرطة والجيش، وأفادت التقارير بتدهور الأوضاع الأمنية هناك. يذكر أن دولة جنوب السودان تتكون من عدة مجموعات قبلية متناحرة فيما بينها، ومن أبرز المجموعات القبلية «المجموعة النيلية والمجموعة الاستوائية». وتضم المجموعة النيلية قبائل الدينكا «كبرى قبائل الجنوب» بامتداداتها المختلفة، فيما تنتشر الدينكا من أعالي الشمال المتاخمة لحدود السودان «دينكا ابليينق»، إلى منطقة فلوج وعدارييل الغنية بالبترول، وفي وسط أعالي النيل «دينكا اغير»، امتدادا إلى منطقة بور المتاخمة لإقليم الاستوائية حيث العاصمة جوبا. وينحدر مؤسسس الحركة الشعبية الراحل جون قرنق إلى «دينكا بور». أما خلفه سلفاكير ميار ديت رئيس دولة جنوب السودان فينتمي إلى «دينكا بحر الغزال»، وتمتد قبيلة الدينكا إلى جنوب كردفان «دينكا نقوك في ابيي»، ومن أشهر أبناء دينيكا نقوك مساعد الأمين العام للأمم المتحدة الدكتور فرانسيس دينيق. أما المكون الثاني للمجموعة النيلية قبيلة النوير، وينتمي نائب رئيس دولة جنوب السودان المقال رياك مشار إلى هذه القبيلة المعروفة بحبها للقتال وطابعها الفروسي الشرس. وهي أقرب إلى المجموعات البدوية في الجنوب بخلاف قبيلة الدينكا المدنية ذات الإرث القانوني والتاريخ العريق. وتشكل «الشلك» القبيلة الثالثة والأصغر بين المجوعة النيلية، ويسكن «الشلك» وسط أعالي النيل وهم أقرب الجنوبيين إلى الشمال، وينتمي إليها النائب الأول لرئيس الجمهورية المقال علي عثمان طه. ومن أبرز أبناء «الشلك» باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية «الحزب الحاكم في جوبا» الذي أقيل من منصبه. ويعتبر أموم اقرب المقربين لزعيم الحركة الراحل، ومن أشد المدافعين عن أطروحة السودان الجديد التي دعا لها الراحل جون قرنق. بعد رحيل قرنق تحالف سلفاكير مع بعض مجموعة التيار القومي من قيادات الجنوب من بينهم «مشار» و»أكول»، وتدعو هذه المجموعة إلى انفصال جنوب السودان، بخلاف دعاة مشروع السودان الجديد التي تدعو للوحدة. وانتصر التيار القومي الذي أوصل الجنوب إلى الانفصال وتأسيس دولته المستقلة.