أصبحت رائجة في كتاباتنا هذه الأيام - أكثر من أي وقت مضى - عادة التطاول على الذات الالهية والأديان، سواء بطابع هجومي عدائي دافعه الالحاد، أو بطابع الفكاهة والتسلية ودافعه استعراض العضلات الأدبية. فلا يستقيم وزن قصيدة وقافيتها الا اذا أتحفنا الشاعر الجهبذ بعبارات مسيئة! والعياذ بالله، ولا تكون الرواية أو القصة القصيرة مشوقة الا اذا كان 95 في المئة من شخصياتها ملحدين! وانقلبت الآية فأصبح كل من يستنكر ويعارض معرضاً للتهم الجاهزة:"سلفي"،"ظلامي"،"مسخ بشري متخلف"... وما يزيد الطين بلة في لبنان، ان الرقابة على الأعمال الأدبية فيه لا تلحظ هذا الجانب اطلاقاً، على عكس الدول العربية المجاورة كونه بلداً متعدد الطوائف، وبالتالي فلا اتفاق على صيغة محددة للخط الأحمر - بالمعيار الأدبي - وما تحته وما فوقه مما يؤدي الى مجيء الكتّاب"الشتامين"من سورية ومصر وغيرهما الى لبنان لينشروا أعمالهم فيه كما يعترف الروائي السوري حيدر حيدر صاحب الرواية الفضيحة"وليمة لأعشاب البحر"الذي يقول:"معظم كتبي تم نشرها في لبنان حيث لا توجد رقابة على النشر، ولقد عشت أنا وكتبي في حالة منع وطرد مستمر من بلاد عربية كثيرة"والكلام برسم وزارة الثقافة اللبنانية، فأن يكون بلدنا متخلفاً وغير حضاري في رأي البعض أفضل من أي يكون "قليل الأدب". لبنان - مهدي محمد علي زلزلي