منذ فوجئتُ بالمسار الجديد/ خلتُ نفسي اعيش اجواء عيد كما سعِدنا بصدح بوح الأغاني/ فأشدنا بحسن رأي رشيد وانتشينا برقة الذوق جمعاً/ لذة العيش في المكان الرغيد بعضُنا لم يرُقه ما تم اصلاً/ قام في الحال منذراً بالوعيد وشعرنا براحة البال تسري/ طاف وحيُ الخيال بيت العميد ولمسنا معاني الود تترى/ من خطاب بختم ساعي البريد ويراعي لروعة اللحن اصغى/ راح يفضي تيمّناً بالمريد كم تمنيت ان اعود لأرضي/ ذات يوم أزور حقل الحصيد حيث ناي الرعاة تصدح عزفاً/ وثغاء الخراف وسط النجود والصبايا يدُرن بين السواقي/ مثل زهر الربيع لون الخدود كظباء المهاة يسرحن شوقاً/ في رحاب المروج ميل القدود وكنوز الرمان اكثر نضجاً/ في صدور الحسان غض النهود لحفيف الأشجار شاراتُ حب/ كخرير المياه بين الجرود وارتقاء الطيور في الجو جذلى/ ونديِّ الرذاذ فوق الورود وهديل الحمام في العش يشكو/ بغياب العشيق ندْب الفقيد صوت فيروز دافئ مخملي/ عندليب يبوح عذب النشيد مثل لبنان شامخ وأشم/ أرزُ صنّين في القضاء البعيد مثل ثلج الشتاء انصعُ لوناً/ في سفوح الهضاب مهد الجليد وصدى الصوت سابح وأغنُّ/ في ثنايا الجبال رجع الوحيد هو إحساس مرهف ليس يخبو/ ويبث الشجون عبر الوريد من شجاها تنساب انغامُ حزن/ ضوعُ مسك من المزيج الفريد وشذى الطيب من ندى العود يُزجي/ زجل الكرم في لباس جديد كالعتابا والميجنا والمعنّى/ من تراث الجدود حلم الحفيد في شغاف القلوب تجلو صداها/ حين تشدو تثير نبض الوليد لحنُ عاصي كعبق عطر زكي/ ظئرُ منصور في اختيار القصيد فالثلاثي اضاف للفن بعداً/ ونقاء من البديع الودود كم شدت من ألحان فيلمون سحراً/ وتغنّت من رائعات سعيد وارتوت من نجيب حنكش بوحاً/ اذ تجلى بعزف لحن الخلود وأقامت بدعم نصري احتفالاً/ ووديع الصفاء خلف الحدود رفعوا من مقام لبنان صيتاً/ اين طافوا بخافقات البنود فالغناء الأصيل بالروح يسمو/ يحتفي العقل بالعطاء المفيد سوف أُزجي لراشد الخير نصحي/ في ليالي الآحاد بذلُ المزيد كم نهلنا من الثقافة وعياً/ لك ندعو بطيب عمر مديد إن فيروز درّة العصر تبقى/ مجد لبنان عنفوانُ الشهيد الشاعر العربي الرياض - جميل بن محمد الكنعاني