(ياهوى بلادي نسم على الوادي..) تبعثها فيروز جميلة صادقة وكأننا نستنشق معها هواء مرتفعات لبنان، فتمنحنا نسمة صباحية، رغم هدير السيارات وصوت منبهاتها.. فيروز صوت ذهبي امتزج مع عالم البحار اللازوردي، جعل من رمال شواطئها راقصات يعزفن لحن الجمال الرباني.. ماذا لو لم تكن فيروز في الذاكرة فمن يا ترى يأخذنا لعالم الطفولة ودواليب العيد، وكيف نصنع طائرة ورقية، فنسمع فيروز وهي تغني لنا: (طيري يا طيارة طيري يا ورق وخيطان بدي أرجع بنت صغيرة على سطح الجيران علّي فوق سطوح بعاد عالنسمة الخجولة أخدوني معهن الأولاد وردوا لي الطفولة) فيروز عندما تشدو ب(أنا لحبيبي وحبيبي إلي يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي لا يعتب حدا و لا يزعل حدا أنا لحبيبي وحبيبي إلي حبيبي ندهلي قلي الشتي راح رجعت اليمامة زهّر التفاح وأنا على بابي الندي والصباح وبعيونك ربيعي نور وحلي) تنثر علينا حبا في زمن عز فيه واستعرت أدوات البغض، فيروز تعيدنا لنمنمات الحياة البسيطة فنشعر بمتعتها.. تزين صباحاتنا في طريق العمل، وتدغدغ الإبداع فينا وتحرضه، فتنثر عودة للزمن الجميل، وللعشق البريء.. عندما نتذكر فيروز تتقافز لحظات السعادة في قلوبنا .. تنفرج شفاهنا عن أطياف ابتسامات.. لو لم تكن فيروز في حياتنا، كيف يأتي الأندلس لبيوتنا، ويقف على الشبابيك، يدقها وهي المغلقة دوما ،لتنفرج عن حب وعشق سرمدي لعاشق كتب أسطره ليعيش حياً ولوحات الأندلس تعيدها لأيامنا الموحشة.. (جادك الغيث اذا الغيث همى يا زمان الوصل بالاندلس لم يكن وصلك الا حلما في الكرى او خلسة المختلس) والأخرى (يا شقيقَ الرُّوحِ منْ جَسَدي أهوىً بي منك أم لَمَمُ ؟) (ضِعْتَ بين العَذْلِ والعَذَلِ وأنا وَحْدي على خَبَلِ ما أرى قلبي بمُحْتَمِلِ) كثيرون وكثيرات غنوا لنزار قباني لكن فيروز تجعل الكلمات حية فيتساقط ليلك في الدروب (لا تسألوني ما اسمه حبيبي أخشى عليكم ضوعة الطيوب والله لو بحت بأي حرف تكدّس الليلك في الدروب ترونه في ضحكة السواقي في رفة الفراشة اللعوب) فيروز تجعلنا نسعد ونعيش بياض الأيام مهما حلك السواد .. تعيد لنا حماسة سيد درويش بشمس الشموسة ..و( طلعت يا محلى نورها .. ياللا بنا نملا ونحلب لبن الجاموسة ). ربما الكثير من النساء يحببنها لأها تحرك الطفولة القديمة بهن .. وتعيد قهقهاتها الفرحة شكراً فيروز..