باشرت لجنة كتابة الدستور المنبثقة عن الجمعية الوطنية أعمالها أمس وسط جهود حثيثة لاشراك العرب السنّة. وناقشت في أولى جلساتها توزيع أعضائها على لجان تتولى كلٍ منها كتابة مسودة تتم مناقشتها لاحقاً، من بينها لجنة صوغ الأسس الدستورية. وقال عضو اللجة فريدون عبدالقادر في مؤتمر صحافي عقده بعد الاجتماع، إن اللجنة الدستورية تسعى إلى"اشراك كل مكونات الشعب العراقي من دون تمييز أو تهميش، بالاضافة إلى الاستفادة من الخبرات القانونية العربية والأجنبية بصفة استشارية والاطلاع على الدساتير الخاصة لدول العالم مثل الولاياتالمتحدة وايطاليا وفرنسا والهند ومصر". وشكلت لجنة فرعية للتحاور مع العرب السنّة، لاسيما الجهات غير المشتركة في الحكومة الحالية. وقال عضو اللجنة يونادم كنّا ل"الحياة"ان اللجنة التي ستتحاور مع العرب السنّة لضمان تمثيلهم"تعتمد على اللقاءات والمؤتمرات والندوات التي عقدها المعهد العراقي للسلام والتضامن مع ممثلين عن سكان المدن السنية في الأنبار والموصل وصلاح الدين من شيوخ عشائر واتحادات ومنظمات مدنية وجهات دينية طوال الفترة الماضية"، مشيراً إلى ان أقوى المرشحين من هذه المحافظات هم"جلال البدري وعبدالجبار الشعلان، شيخ عشائر البوعيسى في تكريت، وسيد محمود النعيمي من محافظة نينوى، والشيخ جمال البلدي ومحمود الجبوري وعلي خليفة الدليمي"، وزاد أن اللجنة ستتصل ب"هيئة علماء الملسمين"و"الحزب الاسلامي"وديوان الوقف السنّي، لايجاد صيغة توافقية عن آلية ترشيح العرب السنّة للجنة صوغ الدستور بالانتخاب أو بالتوافق. وتباينت ردود أفعال الأوساط السنّية حيال هذا الطرح، ففي حين رحب"الحزب الاسلامي"وديوان الوقف السنّي بالمشاركة في العملية السياسية من خلال اللجنة والتعبئة للانتخابات المقبلة، جددت"هيئة علماء المسلمين"رفضها في اطار موقفها الثابت، أي عدم خوض الحياة السياسية في ظل الاحتلال الأميركي. وأعلن الناطق باسم الهيئة مثنى الضاري أنها لن تغلب الخيار الوطني على مشاركتها في العملية السياسية إلا بجدولة الانسحاب الأجنبي. في حين أكد عدنان الدليمي ل"الحياة"ان الاستطلاعات التي أجراها الديوان تبين رغبة أكثر من 90 في المئة من العرب السنّة في الاشتراك في صوغ الدستور والانتخابات للخروج من حال العزلة والتهميش، ما يعني ان الوقف سيمضي في تمثيل مؤيديه من خلال"التكتل السنّي"الذي تشكل ابان"المؤتمر العام لأهل السنّة". من جانبه، أبدى"الحزب الاسلامي"رغبته في صوغ الدستور، لكن مصدراً اعلامياً قال ل"الحياة"إن اجتماعاً موسعاً سيعقده الحزب قبل الاتفاق على آلية المشاركة وطبيعتها. يذكر ان اللجنة الدستورية مكونة من 55 عضواً، 28 من كتلة"الائتلاف"و15 من"التحالف الكردستاني"وثمانية من كتلة أياد علاوي وأربعة يمثلون المسيحيين واليزيدية والحزب الشيوعي.