عقد قادة مجلس التعاون الخليجي امس في الرياض قمة تشاورية وصفها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بأنها"أسرية". ومعلوم ان القمة التشاورية تعقد لجلسة واحدة ولا تصدر عنها قرارات، ويكتفي القادة خلالها بالتداول بالتطورات. لكن الأمير سعود الفيصل اعلن ان التوجه العام الذي ظهر لدى القادة"ينصب على ان مواجهة المتغيرات الدولية تتطلب ان تكون هناك اوضاع داخلية قوية ومستقرة وتعاون مشترك". وقال وزير الخارجية السعودي، في مؤتمر صحافي عقب انتهاء أعمال القمة،"إن اجتماع القادة كان اسرياً بدرجة أولى، وعرض العلاقات الثنائية بكل جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إضافة إلى توجهات في إطار الأوضاع البينية تمت مناقشتها ليس لي الحق في الإفصاح عنها ولكن نتائجها ستظهر في القمة الرسمية المقبلة". واضاف"أن القادة أجروا تقويماً للأوضاع الإقليمية والدولية، وان التوجه العام لديهم كان مفاده ينصب على أن مواجهة المتغيرات الدولية تتطلب أن تكون هناك أوضاع داخلية قوية ومستقرة وتعاون مشترك"، مشيراً الى"أن دول مجلس التعاون أبلغت بنتائج زيارتي ولي العهد السعودي لفرنسا والولاياتالمتحدة مباشرة عقب انتهاء الزيارتين". وأوضح، في رد على سؤال ل"الحياة"، أن القمة التشاورية"لم تبحث في مسألة توقيع اتفاقات اقتصادية ثنائية مع الولاياتالمتحدة"، مشيراً إلى أن اجتماع وزراء المال في دول المجلس يبحث، هذا الاسبوع، في تفاصيل مثل هذه الاتفاقات. وذكر سعود الفيصل أن ولي العهد السعودي لم يقدم اقتراحات في القمة التشاورية ، مشيراً إلى"أن الأمانة العامة لدول المجلس مازالت تعمل على الاقتراحات التي قدمها في الاجتماع السابق". وفي ما يأتي نص البيان الختامي للقمة:"استعرض قادة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض في اجتماع اللقاء التشاوري السابع للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، تطورات القضايا السياسية والأمنية والاقليمية والدولية كافة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومسيرة السلام في الشرق الأوسط، والأوضاع في العراق، ولبنان، وقضية احتلال إيران للجزر الاماراتية الثلاث، والعلاقات مع الجمهورية الإسلامية الايرانية، ومكافحة الإرهاب، ومسيرة التطوير والتحديث في المنطقة. وأكد القادة دعم جهود الرئيس محمود عباس، الهادفة إلى استئناف المفاوضات المؤدية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتوفير الأمن والاستقرار للشعب الفلسطيني الشقيق. كما اكدوا ضرورة إعادة الأراضي العربية المحتلة كافة لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط. وحول الوضع في العراق، تدارس القادة استمرار عدم الاستقرار الأمني، وعبروا عن دعم دول المجلس للعراق والعملية السياسية الهادفة إلى الحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، ودعوة الأطراف الأخرى لاتباع النهج ذاته. وفي ما يتعلق بتطورات الأوضاع في لبنان دعا القادة إلى ضرورة توحيد الصف اللبناني، وأكدوا حرصهم على أمن ورخاء لبنان الشقيق واستقراره. وفي شأن العلاقات مع ايران أكد القادة ثوابت موقف دول المجلس بشأن حق دولة الإمارات العربية المتحدة في جزرها الثلاث المحتلة، ودعوة ايران لحل النزاع عن طريق المفاوضات المباشرة، أو احالة القضية على محكمة العدل الدولية. وفي ما يخص موضوع مكافحة الإرهاب، أكد المجلس الأعلى أهمية مكافحة هذه الظاهرة الهدامة بكل الوسائل، ودعا المجتمع الدولي إلى التعاون الفاعل للقضاء على هذه الآفة المدمرة. وحول مسيرة التطوير والتحديث، أكد القادة التزامهم ما جاء في اعلان المنامة، الصادر عن"قمة زايد"في مملكة البحرين، على أساس ان عملية الإصلاح لا بد ان تنبع من الموروث الحضاري العربي والإسلامي، ومن الذات الوطنية، وتاريخ دول المجلس وشعوبها. كما استعرض القادة تطورات مسيرة التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والعسكرية والأمنية، وذلك منذ الدورة الخامسة والعشرين للمجلس الأعلى. وعبر القادة عن ارتياحهم لما تحقق من انجازات في مجالات التعاون كافة، وأكدوا السير في طريق التعاون والتكامل بتصميم وإرادة، والمضي إلى مجالات وآفاق أرحب، وبما يعود بالخير والرفاه على دول المجلس وشعوبها".