نسفت الخلافات المغربية - الجزائرية في شأن الصحراء الغربية، القمة المغاربية الأولى منذ العام 1994، والتي كان مقرراً ان تستضيفها طرابلس اليوم وغداً. وتُرك أمر ترتيب موعد جديد للقمة لليبيا التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد. وأصدرت الخارجية الليبية بياناً، أمس، وزعته"وكالة الجماهيرية للأنباء"جاء فيه:"بعد المشاورات والاتصالات التي جرت اليوم أمس فقد رؤي تأجيل القمة المغاربية حتى يتمكن رئيس مجلس رئاسة الإتحاد من تهيئة المناخ الأخوي الملائم لانعقادها في وقت لاحق...". وجاء التأكيد الليبي بعد وقت قصير من اعلان وزيري خارجية المغرب محمد بن عيسى وموريتانيا محمد ولد بلال تأجيل القمة إلى أجل غير مسمى. وعقد وزراء خارجية دول الاتحاد المغاربي صباحاً اجتماعاً في مبنى الخارجية الليبية للخروج بإعلان يحدد موعداً جديداً للقمة. وقال وزير الدولة الجزائري عبدالعزيز بلخادم ان بلاده لا تتحمل مسؤولية عدم انعقاد القمة المغاربية التي يمكن ان تجتمع مجدداً"خلال أسبوعين أو ثلاثة". وفي الجزائر، أفيد ان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أجرى، مساء الإثنين، اتصالاً هاتفياً بالزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تناول وضع الإتحاد المغاربي في ضوء قرار الملك محمد السادس عدم المشاركة في قمة طرابلس بسبب موقف الرئيس الجزائري من النزاع في الصحراء الغربية. وزعت"وكالة الأنباء الجزائرية"الرسمية، أمس، تعليقا اعتبر أن"احترام مواقف المبادئ كالحق في تقرير المصير لا يجب أن يعيق أهدافاً إقليمية أخرى خاصة ببناء اتحاد المغرب العربي أو تعزيز العلاقات الثنائية الجزائرية- المغربية". واضاف التعليق أن"الجزائر التي ليست معنية في شكل مباشر في قضية الصحراء الغربية، تواصل تقديم دعمها للشعب الصحراوي إلى غاية تنفيذ مخطط تقرير المصير". وخلص الى"ان المماطلات المغربية جعلت عهدة البعثة الأممية لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية تمر من تمديد إلى تمديد فيما لا يزال المخطط الأممي ينتظر تنفيذه". وأفاد مصدر مطلع"الحياة"في الجزائر أن تركيز الرئيس بوتفليقة على موقف الجزائر من نزاع الصحراء في برقيته إلى زعيم"بوليساريو"يعود أساساً إلى"وجود رغبة لدى الزعيم الليبي معمر القذافي في إثار ملف النزاع حول الصحراء الغربية ضمن أجندة قمة مجلس الرئاسة". وأوضح أن الجزائر"تعترض على إثارة هذا الملف في أي منتدى خارج إطار الأممالمتحدة". وفي الرباط، أكدت مصادر ديبلوماسية ان مشاورات جرت بين القادة المغاربيين للافساح في المجال امام ترتيب الأجواء لتحديد موعد جديد للقمة، وان الزعيم الليبي بصفته رئيس الاتحاد سيتولى الاتصالات لتحديد الموعد. وقال وزير الخارجية المغربي بن عيسى ان ارجاء القمة"تم الى وقت لاحق وربما قريب"، ورأى ان الظروف لم تكن ملائمة لعقدها. ووصف التصريحات الجزائرية في خصوص الصحراء بأنها"غير مقبولة"، و"لم يكن هناك ذلك الجو الصافي والأخوي الذي كنا نتطلع اليه، ولا يمكن العمل في ظروف لا تتسم بالوضوح والشفافية". كما أعرب رئيس الوزراء المغربي ادريس جطو عن دهشته ازاء"تبني الجزائر موقفاً معادياً"للمغرب. وقال أمام البرلمان ان التصريحات الأخيرة للقيادة الجزائرية"ممنهجة ومعادية للمصلحة العليا للمغرب ومناقضة للشرعية الدولية وجهود الأممالمتحدة"لانهاء نزاع الصحراء. وبات في حكم المؤكد ان مساعي تحقيق انفراج في العلاقات بين المغرب والجزائر تلقت ضربة قوية، ما جعل معاودة فتح الحدود المغلقة وعودة المواقف من نزاع الصحراء تعودان الى النقطة الصفر.