أعلن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أن قضية الصحراء الغربية ستكون عل رأس الملفات التي سيتم البحث فيها في القمة المقبلة لاتحاد المغرب العربي المقررة منتصف العام المقبل. وأفادت "وكالة أنباء الجماهيرية" الرسمية في طرابلس نقلا عن القذافي تأكيده ابتهاجه لمناسبة انتقال الرئاسة الدورية للاتحاد المغاربي من الجزائر الى ليبيا، مشيرا الى أن "قضية الصحراء الغربية ستكون في مقدمة الملفات التي سيتم عرضها في القمة المقبلة لاتحاد المغرب العربي بعد الاستحقاقات الرئاسية المقررة في الجزائر". ولم تعلق الحكومة الجزائرية على هذا الموقف على رغم حديث بعض الأوساط الديبلوماسية في الجزائر عن "طابعه الاستفزازي"، لبرمجة قضية الصحراء الغربية التي يعتبرها المغرب من اختصاص اتحاد المغرب العربي كونها تتناول قضية السيادة الترابية للدول الأعضاء الامر الذي ترفضه الجزائر. وكانت قمة الدورة السابعة لمجلس رئاسة اتحاد المغرب العربي ألغيت في آخر لحظة الأسبوع الماضي لعدة أسباب أبرزها رفض الملك محمد السادس حضور القمة في الجزائر بسبب الخلاف مع الجزائر في شأن قضية الصحراء الغربية التي وترت العلاقات مجددا عام 1994 لترهن معها مسار اتحاد المغرب العربي بعد قرارها تجميد عضويتها فيه حتى العام 2001. ولاحظ الزعيم الليبي في تعليق رسمي بثته وكالة أنباء الجماهيرية، أمس، أنه "يجب دعم كل الجهود" التي يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي أنان وموفده الخاص الى المنطقة الأميركي جيمس بيكر، مشيرا الى أن "موعد عقد القمة سيكون بتوافق كل الدول الأعضاء وسيتم على أراضي الجماهيرية بعد مشاورات مع الدول المعنية". وفي حين تؤكد الجزائر أن قضية الصحراء الغربية مشكلة من اختصاص هيئة الأممالمتحدة كونها تتعلق ب"تصفية استعمار"، تعتقد الرباط أن الخلاف "مفتعل" من طرف الجزائر لاعتبارات استراتيجية الامر الذي ترفضه الجزائر جملة وتفصيلا. وترفض الحكومة الجزائرية مناقشة قضية الصحراء الغربية في أي اطار آخر خارج هيئة الأممالمتحدة. وكانت قمة مغاربية ألغيت في آخر لحظة بسبب رفض المغرب المشاركة فيها قبل تسوية الخلاف مع الجزائر بشأن قضية الصحراء الغربية على رغم وساطات قامت بها باريس وواشنطن لعقد هذه القمة. على صعيد آخر، قنا، نفى وزير الخارجية الجزائري عبدالعزيز بلخادم ان تكون الخلافات القائمة بين الجزائر والمغرب في شأن قضية الصحراء الغربية اوالخلافات بين ليبيا وموريتانيا وراء فشل انعقاد القمة المغاربية السابعة التي كان مقررا عقدها في العاصمة الجزائرية يومي الثلثاء والاربعاء الماضيين. وقال بلخادم في تصريحات لصحيفة "الصباح" التونسية أمس، ان هذه الخلافات لم تظهر في الاجتماعات المغاربية التحضيرية على مستوى الخبراء او في لجنة المتابعة او في مجلس الوزراء المغاربي ولا حتى في اللقاء الذي جمعه مع العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي اكد له تمسكه بالاتحاد المغاربي والعمل المشترك على تسوية الخلافات القديمة بالوسائل السياسية. وتوقع التوصل قريبا الى اتفاق لفتح الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب منذ منتصف التسعينات بطريقة عقلانية ومنظمة بما يسمح بتحرير تنقل الاشخاص والممتلكات في الاتجاهين.