وصفت مصادر رسمية في الرباط اللقاء الذي جمع العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، أول من أمس، بأنه تميّز ب"حوار ودي وصريح". وقالت ان الرئيس الجزائري طلب من العاهل المغربي تمديد اقامته في الجزائر في ختام القمة العربية، لعقد لقاء قمة بينهما كان يُتوقع ان يُعقد ليل أمس أو اليوم. وأضافت المصادر ان القمة المتوقعة بين الزعيمين ستتناول آفاق تطبيع العلاقات الثنائية وتفعيل الاتحاد المغاربي وفتح صفحة جديدة يُرجّح ان تُتوج بتسريع اجراءات معاودة فتح الحدود البرية المغلقة منذ ما يزيد على عشر سنوات، خصوصاً في ضوء قرار السلطات المغربية الغاء التأشيرة على الرعايا الجزائريين. وقالت المصادر ان التمهيد للقمة التي تُعتبر الأولى من نوعها التي تنعقد في الجزائر، جرى على مستويين: الابقاء على جدول اعمال مفتوح يستوعب كل القضايا الخلافية وضمنها الموقف من تطورات نزاع الصحراء، أو النزوع نحو درس القضايا الثنائية التي لا يوجد حولها خلاف مثل تفعيل عمل لجان مشتركة للتنسيق في الحرب على الارهاب والهجرة غير الشرعية والمخدرات واقامة تعاون بناء على الشريط الحدودي كان العاهل المغربي والرئيس الجزائري اتفقا عليه في اللقاء الذي جمعهما في نيويورك قبل نحو عام ونصف عام. وكان العاهل المغربي اجتمع أمس في قصر الأمم في الجزائر مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وأجرى معه محادثات عرضت الى تطورات قضية الصحراء ومسار الاصلاحات في المنظمة الدولية. ورأى ديبلوماسي مغاربي ان اللقاء المغربي مع أنان شكّل بالنسبة الى الجزائر مخرجاً كونها تعتبر نزاع الصحراء من اختصاص الأممالمتحدة. وكانت الاتصالات بين المغرب والجزائر قبل انقطاعها خريف العام الماضي اثر الأزمة بين البلدين، ركّزت على فصل ملف الصحراء الغربية عن ملف العلاقات الثنائية في ضوء استمرار الخلافات حول هذه القضية. بيد ان كل المحاولات التي بُذلت لتحسين المحور الثنائي وتطويره كانت دائماً تصطدم بتداعيات نزاع الصحراء. ورأت مصادر ديبلوماسية في حرص رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو على اثارة قضية الصحراء في كلمته أمام القمة العربية في الجزائر، ايحاء الى رغبة بلاده في مواصلة مساعيها للتقريب بين وجهات النظر بين اطراف النزاع. وهو عبّر في كلمته عن رغبته في"الاسهام الفعال في البحث عن تسوية عادلة ونهائية للنزاع"الذي وصفه بأنه"حاجز كبير أمام الاستقرار الكامل للمنطقة وتنميتها". وعقد وزراء الخارجية المغاربيون أمس اجتماعاً في الجزائر، وقالت المصادر انه هدف الى اقرار موعد لانعقاد القمة المؤجلة المقرر ان تستضيفها ليبيا في وقت لاحق. لكن يبدو ان الوزراء اخفقوا في الاتفاق وتركوا لقادة العواصم المغاربية مبادرة التعاطي مع الاقتراحات المطروحة. وفي الجزائر، قال مصدر ديبلوماسي ل"الحياة"أن لقاء للقادة المغاربيين عُقد أول من أمس حضره الرئيس بوتفليقة متأخراً بسبب التزاماته مع القادة العرب و"سمح بتبادل الحديث حول القمة المؤجلة". ولم يستمر اللقاء سوى عشر دقائق فقط. كذلك مكنت"قمة الجزائر"القادة المغاربيين من عقد لقاءات ثنائية، مثل اللقاء العابر بين الرئيس بوتفليقة والملك محمد السادس على هامش لقاء قصير بين قادة دول الإتحاد، أو المصافحة بين الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مع الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد أحمد الطايع. وقال وزير الخارجية الجزائري عبدالعزيز بلخادم في مؤتمر صحافي أمس أن القمة المغاربية ستعقد على الأرجح قبل نهاية الصيف، مشيراً إلى أن وزراء خارجية دول الاتحاد عقدوا من جانبهم لقاء تنسيقياً. وعن العلاقات الجزائرية-المغربية، قال بلخادم:"الأجواء نقية بيننا وبين أشقائنا في المغرب". ووصف بلخادم أ ف ب اللقاء بين الرئيس بوتفليقة والملك محمد السادس بأنه كان"ودياً". وقال ان"لقاءات أخرى ستعقد بين رئيس الدولة والعاهل المغربي". وأضاف ان"ملك المغرب يشعر وكأنه في بلده منذ وصوله الى الجزائر، ولما لا؟". ولدى تطرقه الى النزاع في الصحراء الغربية، قال بلخادم ان"ما سيتفق عليه طرفا النزاع، المغرب وجبهة بوليساريو سيحظى بدعم ومباركة الجزائر".