أعلنت الجزائر إرجاء القمة المغاربية التي كانت ستستضيفها يوم الجمعة، الى موعد جديد لم يُحدد. وأكد التأجيل فشل جهود ليبية وتونسية في تحضير الاجواء المناسبة لتأمين حضور جميع الزعماء المغاربيين هذه القمة المؤجلة أصلاً منذ 1995. وكان غياب العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني معاوية ولد الطايع سيعني ان القمة ستتحول الى ثلاثية فقط باقتصارها على الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي والرئيس التونسي زين العابدين بن علي. أعلن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة تأجيل قمة زعماء دول اتحاد المغرب العربي التي كانت مقررة الجمعة في الجزائر بعد "طلب رسمي" من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. ولم يُحدد بيان أصدرته الرئاسة الجزائرية مساء أول من أمس، الموعد الجديد للقمة المؤجلة منذ سبع سنوات. وأفاد مصدر مسؤول جزائري "الحياة" ان الإعلان الذي نشرته الرئاسة جاء بعد فشل وساطة قام بها العقيد القذافي لإزالة الخلافات "التاريخية" بين الجزائر والمغرب. وقال ان الزعيم الليبي أبلغ الرئيس الجزائري في مكالمة هاتفية، الإثنين، انه يقترح إرجاء القمة المغاربية إلى وقت لاحق. وأفاد بيان الرئاسة ان بوتفليقة قبِل الطلب "على أن يُحدد التاريخ بعد إجراء مشاورات مع الأطراف المعنية". وجاء اقتراح القذافي إرجاء القمة بعد رفض الجزائر أن تطرح ليبيا موضوع الصحراء الغربية في القمة المغاربية الجمعة. وقال مصدر مطلع ان ليبيا سجّلت، في المقابل، رفض العاهل المغربي الملك محمد السادس المشاركة في القمة ما لم "تؤكد الجزائر حرصها على الوحدة الترابية" للمغرب. وأوضح المصدر ان الجزائر كانت قبلت "على مضض" المبادرة الليبية بهدف ضمان مشاركة المغرب في القمة. لكنها تراجعت لاحقاً بعد تأكيد القذافي أن المغرب يرغب في أن يطرح ملف الصحراء خلال القمة "ضمن مساعي تنقية الأجواء وإزالة الخلافات" كشرط أساسي لمشاركته في القمة الخماسية. وجاء طلب ليبيا إرجاء القمة مباشرة بعد استقبال القذافي، مساء الإثنين، الرئيس زين العابدين بن علي الذي أبدى بدوره أيضاً تشاؤماً بإمكان نجاح القمة في حال إنعقادها في هذه الظروف. وكان من المقرر أن تتسلم ليبيا الرئاسة الدورية للإتحاد لتنهي متاعب كبيرة واجهتها الجزائر، بصفتها الرئيس الدوري للإتحاد منذ 1994، بسبب خلافاتها مع المغرب. وفشلت تونس، من جانبها، في إقناع موريتانيا بالتخلي عن شرطها ربط حضور رئيسها معاوية ولد الطايع قمة الجزائر بتراجع الزعيم الليبي عن تصريحاته التي تدين تطبيع نواكشوط العلاقات مع إسرائيل. وكان غياب ولد الطايع ومحمد السادس عن القمة سيحوّلها الى قمة ثلاثية فقط. وفي خطوة لتأكيد تمسكه بالإتحاد المغاربي "خياراً إستراتيجي"، قرر الرئيس الجزائري إستحداث منصب وزراي في حكومته الجديدة هو "وزير الشؤون الإفريقية وإتحاد المغرب العربي" والذي كلف به السيد عبدالقادر مساهل، أحد مهندسي ملف الصحراء الغربية في وزارة الخارجية.