يستغرب بعضهم ان يكون نجل زياد الرحباني غير مهتم بالموسيقى، فالسائد في النسيج اللبناني ان يكون ابن الموسيقي موسيقياً، وابن النجار نجاراً، وابن الحلاق حلاقاً... زياد الرحباني عاش حياة فنية في محيطه العائلي، إن في البيت أو في الاستديو... فكانت أولى تجاربه التلحينية مع والدته أغنية "سألوني الناس" التي اقترب فيها إلى حد كبير من أعمال والده... أما أول أعماله المسرحية الغنائية فكان قبل ذلك مع "سهرية"، وتوالت بعدها الأعمال المسرحية الغنائية التي حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً: "بالنسبة لبكرا شو"،"شي فاشل"، "فيلم أميركي طويل"، "بخصوص الكرامة والشعب العنيد"... اعتبر الكثيرون أن زياد ورث مشروع عاصي وطوره. وفي التسعينات من القرن الماضي، لم تعد فكرة الوراثة مقتصرة على زياد فبدأت تظهر في وسائل الإعلام أسماء أبناء عمومته غسان وأسامة وجاد وغدي... بات الرحابنة "عشيرة" فنية، إذا جاز التعبير، حتى قال أحدهم عنهم انهم: أشبه بالعائلة السياسية في الفن. من جهته، بدأ وديع الصافي أيضاً يتحدث عن الأسرة الفنية، فشقيقته هناء تغني، وأولاده يعزفزن الموسيقى، ويفتخر بأن الكثيرين يقلدون صوته في لبنان من ملحم زين إلى معين شريف، مشيراً إلى أن كل من يغني بإحساس وينجح في أداء أعماله الصعبة يكون وريثه.... في المقابل، يشكل بشار ورامي خليفة عنصرين أساسيين في فرق مارسيل خليفة الموسيقية، فبشار يدق على الرق، ورامي يعزف على البيانو. وإذا كان نجل احمد قعبور بدأ يهتم بالإخراج، فإن الين لحود، كريمة المطربة سلوى قطريب، بدأت تشتهر بأدائها اللفت للأغاني الغربية وها هي تحضر لإصدار ألبومها الأول. من جوليا إلى بريجيت شكلت جوليا بطرس مع شقيقها الملحن زياد ثنائياً قدم اشهر ما غنته المطربة اللبنانية الملتزمة وأكثر ما أغنى أرشيفها الطويل. إلا أن الثانئي تحول أخيراً إلى ثلاثي حينما دخلت صوفي عالم الإخراج وبدأت تقديم أعمال شقيقتها وآخرين. هذا فضلاً عن عائلة بندلي المؤلفة من ثمانية أعضاء وأشهرهم رينيه وريمي، ووليد توفيق وشقيقه توفيق توفيق، ويورغو شلهوب ووالده جورج شلهوب ووالدته إلسي فرنيني، وعائلة علامة راغب المغني، ورشيد الممثل، وفؤاد شرف الدين وابنته جومانا، ولا ننسى بالطبع أن بشير نجل سيمون اسمر دخل عالم "الكليباتز". أخيراً، ظهرت أيضاً أسماء جديدة تابعة لأسر فنية، وكانت بمثابة جواز سفر سهل حقق لهم النجاح النسبي المضمون، أبرز تلك الأسماء، هبة ابنة الموسيقي عبدو منذر، وبريجيت، مشتركة "سوبر ستار 2" ، ابنة عبده ياغي، ورنين ابنة عبد الكريم الشعار، وبعد نجومية نانسي عجرم في الغناء، ظهرت شقيقتها في التمثيل، كما لمع اسم كلود خوري، شقيق الفنان مروان خوري في الإخراج، وكاورلين لبكي، شقيقة نادين لبكي، في الإخراج أيضاً. لا شك في أن ظاهرة الأسر الفنية في لبنان ليست بالظاهرة الجديدة، لكن استمرارها وظهور أسماء جديدة اغتنمت الفرصة لتفوز بنصيب جيد، يطرح تساؤلات حول أولئك الذين يشقون طريقهم وحيدين، من دون فرصة دعم حقيقة، وهم يمتلكون مواهب لافتة؟ تجدر الإشارة إلى أن الظاهرة اليوم انتقلت إلى إدارة الأعمال، فحسن الزين يدير أعمال ابن عمه ملحم زين، ووالد نيللي مقدسي يدير أعمالها أيضاً، وشقيق دينا حايك يهتم بشؤونها، ومعين شريف يتعاون مع شقيقه، كذلك راغب علامة وعاصي الحلاني وهاني العمري.