تحاول فضائية"نورمينا"الأردنية منذ انطلاق بثها التجريبي نهاية العام الماضي، التقرب من المشاهد الأردني على رغم أن بثها فضائي، ولا يمكن التقاطها عبر القنوات الأرضية. فالمحطة التي اشتق اسمها"نورمينا"من كلمتي النور والميناء والتي بدأ بثها الرسمي قبل نحو شهرين، تركز في برامجها على المشاهد المحلي أساساً، أكثر من تركيزها على المشاهد العربي. فبرامجها في غالبيتها محلية الطابع، مثل برنامج"كاشفك"الذي تقوم فكرته على تعريف الشباب الأردني بالمواقع الأثرية والسياحية، وبرنامج"آلو خارج التغطية"، الذي يناقش مشكلات الاتصال، إضافة الى برنامج"مسابقات الجامعات"، وهو برنامج مسابقات بين شباب الجامعات الأردنية، وسواها، من برامج تهتم بالشق السياحي. ابتعدت المحطة منذ تأسيسها عن تقليد المحطات العربية المتنوعة والمنتشرة عبر الأقمار الاصطناعية، واتخذت لنفسها طابعاً سياحياً. لكنها ليست الوحيدة في هذا المجال حالياً، إذ يوجد أكثر من محطة فضائية متخصصة في مجال السياحة. لكنها تختلف عن هذه المحطات باشتراكها في"موجة"المحطات الفضائية المتنوعة، وتبث أغاني فيديو كليب وأفلاماً أجنبية وعربية قديمة. و"نورمينا"التي تملكها مجموعة من المستثمرين الأردنيين تعتمد في كوادرها على الشباب، ما يعطيها"روحاً"شبابية تلزمها بالتأكيد، خصوصاً أنها تنافس التلفزيون محلياً، حيث لا مكان للشباب في الغالب. لكن هذا التوجه الذي تتبناه المحطة في توجهها المحلي يوقعها في أكثر من مطب. فالمشاهد الأردني لم يعد قادراً على متابعة محطات تلفزيونية أردنية، لأن ظنه خاب في قنوات التلفزيون الأردني، المنقسمة الى محطة رياضية ومحطة أفلام أجنبية، إضافة الى"القناة"العامة. فالشعور بالإحباط يسيطر على نظرة المشاهد الأردني ازاء أي وسيلة إعلام محلية، تبدأ دائماً بفرقعات إعلامية، وتنتهي بنكسة جماهيرية. والحال كان كذلك بالنسبة الى"نورمينا"التي حظيت بدعم إعلامي كبير عند انطلاقها، لكنها لم تقابل بنكسة جماهيرية، لأنها لم تحظ بعد بحضور جماهيري أولاً. وفي محاولتها لحل هذه المعضلة وكسب ثقة الجمهور، تحاول المحطة بث عدد من برامجها من الشارع، فتستضيف مواطنين ضمن برامج مسابقات مقتبسة من برامج عربية معروفة. لكن النتيجة في الغالب عكسية، وتولد شعوراً بالتكرار عند المشاهدين. وأما الرهان الحقيقي الذي تبحث المحطة عنه فهو جذب المشاهد المحلي المنصرف الى المحطات الفضائية، والمنشغل كثيراً عن وسائل الإعلام المحلية. وكسب الرهان صعب، لأن المستويات التي بلغتها المحطات الفضائية العربية تصعب مجاراتها. والحل الأمثل هنا هو التوجه نحو المحلية التي لا مجال للمنافسة فيها. لكن الجمهور ملّ"المحلية المفرطة"التي تميز بها التلفزيون الرسمي، وما على"نورمينا"إلا انتظار فرج قريب، أو"خبطة"إعلامية تضعها في الواجهة. لكن المحطة شأنها في ذلك شأن غالبية وسائل الإعلام المحلية الناشئة تعاني قلة في الدعم المادي، الذي يصير شماعة غالباً ما تعلق عليها كل الأخطاء وكل حلقات الفشل التي لا تنتهي.