نفت سورية أمس، اتهامات أميركية بدعم"التمرد"في العراق، مبدية استعدادها للتعاون مع بغداد على الصعيد الأمني. كما وجهت"دعوة رسمية"الى الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء ابراهيم الجعفري لزيارة دمشق. وجاء ذلك في وقت نفى مسؤول أميركي أن يكون أبو مصعب الزرقاوي عقد اجتماعاً مع مساعديه في ايران، وذلك بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الى بغداد. وقالت مصادر سورية رفيعة المستوى ل"الحياة"إن دمشق وجهت هذه الدعوة للبحث مع الزعيمين العراقيين في"تعزيز العلاقات الثنائية"بين البلدين. وتأتي هذه الخطوة بعد زيارة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي وعقده لقاءات مع كبار المسؤولين السوريين. ونقلت مصادر رسمية عن علاوي أن"الحكومتين تعملان لتعزيز العلاقات والتعاون بينهما في جميع المجالات وتنفيذ ما اتفق عليه لضمان حماية الحدود المشتركة من عمليات العبور من دون إذن رسمي". وكان طالباني أبلغ نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال لقائهما في برازيليا بأنه سيزور دمشق في حال تسلم دعوة رسمية، بعدما طلب مساعدة العراق لتحقيق الاستقرار. وتوقعت المصادر أن"يتخذ البلدان في الفترة المقبلة خطوة ملموسة لاستئناف العلاقات الديبلوماسية بينهما، خلال زيارة طالباني أو الجعفري"، لافتة الى أن اتهام مسؤولين أميركيين سورية بدعم"التمرد"في العراق يأتي"في اطار استمرار الضغوط على دمشق قبل انعقاد المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث الحاكم"بين السادس والتاسع من الشهر المقبل. وكان مسؤول أميركي رفيع المستوى وصف سورية بأنها"قوة مزعزعة للاستقرار"في المنطقة و"ممر"للمتشددين الأجانب الذين يتسللون الى العراق لقتال القوات الأميركية. واعتبر المسؤول أن الزرقاوي ومعاونيه اجتمعوا خمس مرات في دول مجاورة للعراق منذ بدء الحرب، مشيراً الى أن آخر هذه الاجتماعات عُقد خلال الأيام ال30 الماضية في سورية. وزاد أن الزرقاوي لم يعقد أياً من اجتماعاته الخمسة في ايران. وفي واشنطن، رفض قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جون أبي زيد تأكيد أو نفي تقارير عن عقد اجتماع لجماعة الزرقاوي في سورية، مشيراً الى أن من الواضح أن نشاطات غير مباشرة للمسلحين تنظم في هذا البلد. وقال إن"من المهم جداً أن تفعل سورية ما في وسعها للحؤول دون تخطيط العنف أو هجرته من سورية الى ايران"، مضيفاً أن"سورية لا تفعل ما يكفي"لوقف هذه النشاطات.