في خطوة اولى على طريق تحضير الأجواء لقيام تحالف انتخابي في الشمال عبر تشكيل لوائح مشتركة ضد اللوائح المدعومة من سعد الدين رفيق الحريري تيار المستقبل والشخصيات والقوى المتحالفة معهما يزور عصر اليوم النائب سليمان فرنجية الرئيس عمر كرامي في منزله في طرابلس في زيارة هي الأولى منذ الدورة الانتخابية السابقة التي شهدت منافسة حادة ادت الى ما يشبه القطيعة بينهما. وكان التحضير للقاء بدأ منذ اكثر من اسبوعين، عبر اصدقاء مشتركين تنقلوا بين كرامي وفرنجية في محاولة للتوصل الى اتفاق سياسي يتجاوز التعاون الانتخابي الى قيام حلف مناهض للحلف المتمثل بتيار المستقبل والتكتل النيابي الطرابلسي محمد الصفدي، موريس فاضل، محمد كباره وأركان اساسيين في لقاء قرنة شهوان المعارض وفي مقدمهم تيار القوات اللبنانية والنائبان نايلة معوض وبطرس حرب والحركة الإصلاحية الكتائبية بقيادة الرئيس امين الجميل واليسار الديموقراطي. ومهدت لاجتماع اليوم زيارة صهر رئيس الحكومة السابق عبدالله كرامي لفرنجية في مزرعته في بنشعي التي كان سبقها اتصال بين كرامي وفرنجية، شجع عليه عدد من اصدقاء مشتركين ابرزهم الحزب السوري القومي الاجتماعي. وعلى رغم ان صورة التحالفات على الجبهة السياسية المناوئة لكرامي وفرنجية بدأت تظهر الى العلن، فإن مصادر شمالية لاحظت استمرار التباعد بين التيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون والقوى الفاعلة في المعارضة، خصوصاً ان لوائح المعارضة بدأت تتشكل خالية من المرشحين العونيين. وأكدت المصادر ان الاتصالات لا تزال قائمة وإنما بخجل بين قوى المعارضة وبين عون خلافاً للاتفاق شبه النهائي بين تيار المستقبل والأطراف الأخرى، خصوصاً تيار القوات اللبنانية والحركة الإصلاحية الكتائبية وحركة التجدد الديموقراطي مصباح الأحدب. وتوقعت هذه المصادر مبادرة كرامي وفرنجية ومعهما الحزبان السوري القومي الاجتماعي والشيوعي اللبناني الى فتح حوار مع عون بغية اقامة تحالف انتخابي في الشمال، مشيرة الى احتمال نجاح الاتصالات على هذا الصعيد، لا سيما انهما يبديان كل استعداد لتمثيله بحصة لا بأس بها من المرشحين وهو ما لم تعطه اياه المعارضة التي لا تستطيع التسليم بشروطه الانتخابية نظراً الى مطالبته بتمثيل واسع في معظم مناطق الشمال. وإذ استبعدت المصادر نجاح الاتصالات الجارية في اللحظة الأخيرة بين سعد الحريري وفرنجية من طريق اصدقاء مشتركين في توفير الأجواء لقيام تعاون من شأنه ان يعيد خريطة التحالف الى نقطة الصفر، قالت في المقابل ان كرامي وفرنجية يواصلان اتصالاتهما بالجماعة الإسلامية للبحث في اشراكها في اللائحة الائتلافية، خصوصاً انها تعتبر الأقوى في التيارات الإسلامية المنتشرة في الشمال. لكن المصادر رأت ان لا شيء جديداً على هذا الصعيد، وعزت السبب الى استمرار الحوار بين تيار المستقبل والجماعة الإسلامية بتشجيع من رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، في محاولة لتمثيل الجماعة بمرشح عن الضنية يتردد أنه سيكون النائب السابق اسعد هرموش. وأكدت ان اخفاق الحوار بين تيار المستقبل والجماعة سيدفع الأخيرة باتجاه التحالف مع كرامي وفرنجية. وعلى كل حال وبحسب المصادر، فإن المعركة في الشمال ستكون قاسية نظراً الى احتدام المنافسة في حال بقيت محصورة بين لائحتين قويتين. وقال فرنجية في مهرجان حاشد بعد ظهر امس"من سخرية القدر اتهامنا بالطائقية، ومعروف من يتهمنا بالطائفية ونحن تركنا الجبهة اللبنانية لأن خيارها كان اسرائيلياً في ذلك الحين وجئنا الى زغرتا وعقدنا المصالحة التاريخية مع الرئيس الشهيد رشيد كرامي ومنذ ذلك التاريخ ولليوم والشمال كله بجناحيه المسلم والمسيحي يعيش حال الوحدة الوطنية والعيش المشترك". وأضاف:"نقبل كل ما يأتينا من طرابلس سواء انتخبتنا ام لم تنتخبنا ونحن سنرد بالورد الى هذه المدينة العزيزة لأن اهالي طرابلس لا يمكن إلا ان يكونوا اوفياء ويعرفون من هو الوطني ومن هو غير الوطني".