في منطقة المعاملتين الراقية الواقعة شمال العاصمة اللبنانيةبيروت، يستقبلنا مستشفى الكلاب والقطط LEBANO VITA. ومع ولوجنا ردهة الاستقبال الفاخرة الأثاث المزينة بصور جميلة لحيوانات أليفة، يتناهى إلى مسامعنا مواء القطط ونباح الكلاب ليقطع أجواء السكينة التي تحيط بالمستشفى. هذه الكلاب والقطط"سعيدة الحظ"لا تتناول إلا "الكورن فلاكس"والمعلبات الخاصّة، كما تنال حمّامها مرتين في الأسبوع مع تصفيف وتمشيط الشعر وقصّ الأظافر."ويتبنى"عدد من ميسوري القوم حيوانات محظوظة من الكلاب والقطط بعد أن يعثروا عليها مشرّدة في الشوارع. هل انتقل الصراع الطبقي إذاً إلى عالم الحيوان؟ الحقيقة أنّ هذه الحيوانات المدللة تعيش أفضل من حياة الكثيرين من البشر إن لجهة الغذاء الصحي أو توافر سبل الراحة واللهو أو في ما يتعلّق بالعناية الصحية. وبينما يموت البشر في الكثير من دول العالم على أبواب المستشفيات، تنعم هذه الحيوانات الأليفة بالعناية الطبية في مستشفيات من الدرجة الأولى. ويشرف على علاجها كبار الأطباء. والمستشفى المذكور يعتبر من"أفخم"وأهم مستشفيات الشرق الأوسط قاطبة إذ تتوافر فيه أقسام الطوارئ والتصوير والجراحة والتجميل والتحاليل والمختبرات. فما قصّة هذا المستشفى الحيواني بامتياز؟ فكرة المستشفى ألمانية - لبنانية نفذّها الطبيب البيطري الألماني غيرهار شخولد ألن مع زوجته اللبنانية زينة ألن في عام 2002 وهي تتولى إدارته منذ ذلك الحين. وتقول:"عند تأسيسنا المستشفى، لم تلق الفكرة الترحيب بادئ ذي بدء. لكن في ما بعد وفور مباشرتنا العمل، أصبح مستشفانا مقصداً لكلّ من يربي كلباً أو قطة نظراً الى عدم وجود مستشفى متكامل يعنى بالحيوان". لدى دخوله المستشفى، يمرّ بها الحيوان المريض بمحطة اساسية هي غرفة الEXAM ROOM التي تشخّص مرضه. فإذا كانت الحال عادية، يمكن معالجتها فوراً عبر إبرة تلقيح أو غير ذلك ويخرج فورا من المستشفى. أما إذا كانت الحال غامضة أو صعبة، فيخضع الحيوان لتحاليل في قاعة الTREATMENT- AREA وهي بمثابة غرفة الطوارئ يحال بعدها"المريض"الى التصوير الشعاعي لمعرفة ما إذا كان بحاجة إلى عملية جراحية ما. عمليات قلب مفتوح هنالك بعض المراكز الصحية التي تعنى بالحيوانات في لبنان، لكن مستشفىLEBANO VITA هو الوحيد في منطقة الشرق الأوسط الذي يحتوي على مختبرات لفحص الكبد والكولسترول فضلاً عن الدم و"الخروج"وغيرها. ويمكنه إجراء اللقاحات اللازمة للحيوانات الأليفة. الأمراض الجلدية شائعة في لبنان ومنطقتنا نظراً إلى تنوّع الطقس وتقلّبه. ومن هنا، تنتشر الأمراض الجلدية سيما الفطرية والإصابة بتفشي البراغيث. لذا يجب إجراء اللقاح عند بلوغ الحيوان ثلاثة أشهر، ويجب على من يقتني حيواناً أليفاً ان يقصد المستشفى مرة كلّ شهرين أو ثلاثة أشهر. ويجب التقيّد بتعليمات الأطباء والممرضات البيطريين لجهة اعطاء العلاج والغذاء والحمية اللازمة. فالحيوان كالانسان من الناحية الطبية، عرضة للاصابة بمشكلات صحية. ويتعرض الهر السمين مثلاً لازمات قلبية بسبب زيادة الدهون في الدم. كما ان الكلاب تصاب بتضخم في القلب وتخضع كما الانسان لعمليات قلب مفتوح وجراحات دقيقة متعددة. ويتولى المستشفى الاشراف على حال المريض لجهة ابقائه في المستشفى او متابعة علاجه مستقبلاً، إذ يخصص لكل حيوان ملف خاص يتضمن صورة واسم صاحبه ورقم هاتفه والعنوان وطبعاً اسم الحيوان ونوعه وعمره وجنسه وحاله الصحية والملاحظات الأخرى. ويضم المستشفى عشر غرف رئيسة فضلاً عن عيادة لطب اسنان الحيوان وجميع هذه الغرف مزودة بأجهزة طبية حديثة ومتطورة تضاهي الموجود في اهم المستشفيات.