"في أرقى احياء مصر فندق يتمنى لكم اقامة طيبة، خدمة خمسة نجوم، وجبات ممتازة، مسطحات خضراء، رعاية صحية، بادروا بالحجز". هذا الاعلان قد لا يكون لافتاً في شيء، إلا إذا استبدلنا كلمة "نتمنى لكم" لتصبح "نتمنى لكلابكم". مجال جديد وغريب في الاستثمار ظهر في مصر، فبعد موضة مقابر للكلاب، ظهرت خدمة تخصيص فنادق للحيوانات المنزلية إذ يتركها اصحابها في حال سفرهم او انشغالهم. ومعظم نزلاء هذا الفندق من الحيوانات القيمة من قطط شيرازي وكلاب وولف وبرازيليا ولولو، وحمام اوربي، وعصافير مستوردة، وكلها أنواع غالية الثمن ومرفهة أيضاً. * حاجة ملحة: وعلى رغم الطرافة التي تحيط بفنادق الكلاب، إلا أن استاذ الطب البيطري وصاحب احد تلك الفنادق احمد الشبيني يقول إن المستشفيات والفنادق المتخصصة في علاج واقامة الحيوانات الأليفة والخيول النادرة منتشرة في اوروبا على احدث مستوى، "وقد شاهدتها بنفسي ووجدت أن هناك تفوقاً شديداً في مجال الطب البيطري، وهناك درست ملاح الخيول وسجلت طريقة في علاجها باسمي في انكلترا". وفكر الشبيني في ان ينقل خبراته إلى مصر، "ولا سيما ان مقتني الحيوانات الأليفة في ازدياد مستمر، وتكفي اعدادها لتشغيل 10 مستشفيات بحسب دراسة الجدوى التي اجريتها قبل تنفيذ المشروع، ويواجه اولئك مشكلات عدة في حال مرض حيواناتهم، او اضطرارهم للسفر والبحث عمن يرعى الحيوانات ويشرف على طعامها ونظافتها، لذلك فالمستشفى الذي اقيم على مساحة 600 متر مربع فيه حديقة تشغل نحو 300 متر مربع ويحتوي على مركز علاج فيه احدث الامكانات والاجهزة في مجال الطب البيطري، وغرفة عمليات معقمة تعد الاولى من نوعها في مصر". ويحوي المركز العلاجي أحدث الاجهزة للكشف والتشخيص وجهاز موجات فوق الصوتية لكشف الحمل، واكتشاف الاورام، والتهاب الاوتار في الخيول. ويجهز العاملون في المستشفى ملفاً لكل "مريض" على جهاز الكمبيوتر. أما الفندق فهو درجتان: الاولى وكلفة الاقامة فيه خمسة عشر جنيهاً في اليوم، والثانية عشرة جنيهات، ومرفق به ميني ماركت فيه كل ما يلزم الحيوانات من طعام ودواء، والاطعمة الخاصة للحيوانات المصابة بمرض السكر، واحدث الادوات للحيوانات المنزلية كما ان هناك مدربين لتدريب الحيوانات. ولا يسمح لأي حيوان بالاقامة، إلا بعد الخضوع لفحص طبي شامل، حتى لا يتسرب اي مرض معد للفندق، وينتشر بين بقية الحيوانات. كما يتم اجراء فحص دوري شامل على جميع "النزلاء" كل ثلاثة اشهر. والفندق يستقبل كل انواع الحيوانات الأليفة والطيور والعصافير وبعض انواع الحمام. ويضيف ان الفندق الذي تكلف نحو ثلاثة ملايين جنيه، ويستقبل أعداداً كبيرة من الاطباء البيطريين الشباب الراغبين في التدريب في خطوة لتحويل المركز إلى مستشفى تعليمي. ويدافع الطبيب عبدالحميد نوفل عن تلك المستشفيات قائلاً إنها ليست نوعاً من الترف والرفاهية، فالحيوان يمرض كالانسان، ويحتاج إلى رعاية خاصة. كما أنه يحتاج أحياناً الى التدخل الجراحي، واجراء التحاليل الطبية التي تشمل قياس مستويات المناعة للامراض الفيروسية في الحيوانات والطيور المنزلية والمزرعية، وفحص مسببات الامراض الجلدية المختلفة، مثل الاكزيما والحكة الجلدية، وتحديد العلاج الفاعل لها. وكذلك عزل وتصنيف البكتيريا الحسية للمرض مثل "السالمونيلا والبروسيلا والسل".