اكد البطريرك الماروني نصر الله صفير انه ينادي" بالوحدة الوطنية وليس بالتقسيم والتفرقة", مشيراً الى"ان ما نريده هو ان يقترع المسلمون والمسيحيون معاً، انما بدوائر مصغرة، فلا يفرض عليهم من لا يريدون بل يختارون عن وعي من يمثلونهم خير تمثيل", املاً"ان يستجيب المسؤولون لهذه المطالب الشعبية المحقة". وكان صفير عرض مع زواره موضوع الانتخابات، في وقت غصت بكركي بالوفود الشعبية من مناطق مختلفة مؤكدة دعمها لما تضمنه بيان مجلس المطارنة الموارنة. وقال صفير امام وفد مشترك من البترون:"الوطن يعتز بابنائه اذا عرف ابناؤه كيف يصونونه ويحافظون على تقاليده وعلى كرامته وهذا في اعتقادنا ما انتم فاعلون. لقد قيل في الموقف الذي اتخذناه باننا نريد ان نقسم اللبنانيين، وهذا غير صحيح، نحن ننادي بالوحدة الوطنية وليس بالتقسيم والتفرقة". وأضاف:"عندما نقول ان الطائف اعطى اللبنانيين 128 نائباً نصفهم مسيحي ونصفهم مسلم، وعندما قلنا ان على المسيحيين ان يختاروا من هذا العدد 64 نائباً مثلما يختار المسلمون 64 نائباً، اراد بعضهم ان يفسر ان المسيحيين يختارون من هذا العدد من يريدون بالاستقلال عن المسلمين، وهذا غير صحيح، نحن نريد ان يقترع المسلمون والمسيحيون معاً انما بدوائر مصغرة بحيث يعرفون ما يصنعون ويعرفون ان يميزوا بين المرشحين ويكون لهم علاقة بهم، فلا يفرض عليهم من لا يريدون ولكن يعملون عن وعي وحرية ويختارون الاشخاص الذين لهم بهم علاقة يعرفون انهم يمثلوهم خير تمثيل، وهذا ما اردناه وهذا ما ننادي به". وأمل"في ان يستجيب المسؤولون لهذه المطالب الشعبية المحقة، وان يعيش اللبنانيون معاً على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم عيش الرضا والتعاون والمحبة ليبقى لبنان وطن المحبة وطن السيادة والحرية والاستقلال". واشار الرئيس امين الجميل بعد لقائه البطريرك صفير الى"ضرورة الحفاظ على النصر الوطني الحقيقي الذي تحقق في 14 آذار مارس حيث اجتمع جميع اللبنانيين من مسيحيين ومسلمين، من اجل حرية واستقلال هذا البلد، الذي دفع ثمنه الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وأضاف:"كلنا اليوم متضامنون لمواجهة كل الاستحقاقات المطروحة على الساحة اللبنانية، لان المؤامرة تستعمل كل الاساليب حتى"الجيمس بوندية"منها، لتشويه سمعة الناس بهدف القضاء على حركة 14 اذار"، وقال:"نحن متضامنون مع قانون الانتخاب للعام 1960". واعتبر"ان النائب وليد جنبلاط وتيار الرئيس الحريري ولقاء قرنة شهوان والبطريرك والتيار العوني، لهم دور اساسي في عملية التحرير وانسحاب الجيش السوري، ولذلك يجب ألا ننظر الى الزجاجة بنصفها الفارغ، وصحيح ان هناك اشكالات، وعبر بيان المطارنة عن رأينا كلنا، وهذه الامور تعالج كلها بالحوار". وفي ما خص ترشيح صولانج الجميل، قال الرئيس الجميل:"نحن على تواصل دائم معها ومتفاهمون معها بشأن ترشيحها في بيروت". وقال:"نحن في مواجهة مع رئاسة المجلس النيابي في ما يختص بقانون الانتخاب"، مشيراً"الى الاجتماع الذي حصل أخيراً في دمشق والذي ضم رموز العهد السابق من اجل خربطة الاوضاع". والتقى صفير رئيس الرابطة المارونية ميشال إده الذي قال:"ان البطريرك صفير بموقفه يحول دون تفاقم الجو الطائفي السائد في لبنان وهو أمر خطير. نحن ضد هذا الجو المتشنج الفئوي الذي يؤدي الى كارثة. هناك اجماع على أن هذا القانون سيئ جداً. كان على المجلس خلال أربعة أعوام وثمانية أشهر أن يصلح الأمور، لكن بما أن هناك نواباً محترمين ونواباً لا يمثلون منتخبيهم ينوبون عن زعماء اللوائح، نحن معتدلون ونحن مع قانون عادل يسمح للناخب بأن يعين من ينوب عنه". وتابع:"ما حصل أخيراً هو أن المهلة انتهت، ولكن أنا أفضل أن تتأجل أسبوعاً أو أكثر ليكون لنا متسع من الوقت كي نبحث في هذه الامور, لا احد عند ذلك يستطيع القول فات الاوان, فلا يمكن على الاطلاق ان يكون هناك مجلس عليه شبهة, لان كل الحياة السياسية ستتعطل, فمن الافضل ان نتأخر اسبوعاً او اسبوعين لكي نرتب الامور بشكل جيد". واشار الى ان"سعد الدين الحريري طالب بالقضاء وحزب الله ايضاً, نحن نحترم الجميع, واتمنى على الرئيس بري ان يرعى هذا الحوار. الدول الغربية تريد اجراء الانتخابات في موعدها, ولكن تأخير اسبوع او اسبوعين لن يهدم المسكونة, فالخطر ان يكون لدينا مجلس لا شرعية لديه بالنسبة للبنانيين". واكد ان البطريرك"لا يريد التقسيم, بل اشار الى الجو الخطير الذي نعيشه, نحن نريد العيش المشترك الحقيقي بين المسلمين والمسيحيين ولا نريد ان يكون احداً مهمشاً في البلد. البطريرك نادى بالمناصفة بحسب الدستور, وكل شيء يجب ان يحصل مع مراعاة مقتضيات الوفاق الوطني والعيش المشترك". وشدد على"ان لبنان مبني على الاعتدال والتوازن والوفاق, فلنترك الناخب يختار ممثله, من دون ان نفرض عليه قانوناً سيئاً, المشكلة ليست مسألة مقعد ماروني, فنحن حلفاء مع سعد الحريري والوزير وليد جنبلاط و"حزب الله", ولسنا ضد احد". وايد النائب غسان مخيبر بعد لقائه صفير"نصاً وروحاً بيان مجلس المطارنة وهذه الصرخة المدوية تعبر عن ألم اللبنانيين الذين تظاهروا في 14 آذار رفضاً للهيمنة السورية على القرار اللبناني، مؤكداً"ضرورة تعديل هذا القانون حتى خلال الوقت الضيق الذي يفصلنا عن تاريخ اجراء الانتخابات". وأضاف:"لا احد يفهم كيف ان الشعب اللبناني الذي تمكن من وقف الهيمنة السورية لا يتمكن من تغيير رأي لرئيس مجلس يحاصر بقرار دعوة الهيئة العامة للمجلس النيابي، ويرتهن هذا المجلس لارادة فردية ولبعض الكتل الاخرى ويمنع علينا حق الاجتماع لمناقشة مسألة حيوية كقانون الانتخاب، نحن نطالب هذا الرئيس بالافراج عن المجلس النيابي والدعوة لعقد جلسة عامة فوراً لأن المجلس النيابي هو المكان الوحيد لمناقشة هذه الازمة التي نتخبط فيها، وليس صحيحاً ان المسيحيين هم فقط المتضررون من قانون العام 2000، على رغم انهم المتضررون الاساسيون، انما كل الشرائح اللبنانية متضررة ايضاً، وهي ترفض هذا القانون وستعبر عن هذا الرفض". ووصف بيان البريستول بانه"مخيب للآمال، لأنه خلا من اي اشارة الى بيان مجلس المطارنة وكأن شيئاً لم يحصل". واتهمت النائبة نايلة معوض"اللواء رستم غزالة واللواء جميل السيد وأتباعهما في لبنان في تنظيم حرب الاشاعات والتحريض، عبر بعض وسائل الاعلام"، ورأت"ان بيان مجلس المطارنة عبر عن هواجس محقة في حال اعتماد قانون العام 2000 وهو قانون سيئ لا يؤمن لا المساواة بين اللبنانيين ولا بالتمثيل الصحيح وكلنا نعلم انه وضع منذ اربع سنوات على قياس رموز النظام الامني"، وقالت:"نحن نعتبر ان معالجة الهواجس يفترض ان تتم بتأكيد الشراكة الاسلامية-المسيحية, وهذا من ثوابت بكركي وبتحالفات واضحة بين كل قوى المعارضة, لكن بالتأكيد لا تتم بحفلة التحريض الطائفي التي اطلقتها الاستخبارات وسوق لها بعض وسائل الاعلام التي استفادت من الثغرات في اداء المعارضة بعد 14 آذار وهذا ما يجب ان نعترف كلنا به". واعتبرت:"ان من عرقل مشروع القضاء معروف ايضاً وهو نبيه بري وقالها علناً, عرقل القانون بداية بمحاولة الغاء الانتخابات واسهم بالمحاولة كل من اركان عين التينة بمن فيهم المسيحيون الجدد، أي اميل لحود وميشال المر وسليمان فرنجية وعصام فارس وهم الذين ماطلوا قرابة الشهرين من دون اقرار اقتراح القانون الذي قدمته المعارضة والذي يعتمد دائرة القضاء بتطيير الجلسة في ما بعد ومنعنا من التصويت عليه". واكدت ان الانتخابات لن تطير ولن نسمح للسوري الذي اخرجناه من الباب ان يرجع من الشباك". وعن مقولة ان"قرنة شهوان باع المسيحيين للمسلمين"، قالت:"ازلام ورموز النظام الامني هم الذين عملوا هذا القانون, هم الذين سرقوا الدولة وباعوا لبنان مسيحيين ومسلمين ومددوا لاميل لحود واسهموا في اغتيال رفيق الحريري وكانوا اساساً في عين التينة وحاولوا عبرها الغاء الانتخابات والان تذكروا انهم مسيحيون. ولو ان هناك واحداً لوحده كنا قلنا صحوة لكن كلهم مع بعضهم بعضاً, صاروا اوركسترا خصوصاً ان الرئيس الاسد كان استقبل جميل السيد قبل الحملة". ورأى النائب خليل الهراوي بعد لقائه صفير ان اقتراح القضاء اصبح له تأييد شعبي بعدما كان له تأييد كامل في المجلس النيابي، داعياً القوى الأخرى الى"احترام تحفظنا عن قانون العام 2000 كما احترمنا تحفظها عن اقتراح القضاء". في حين اعتبر النائب طلال ارسلان"ان المعارضة السابقة اصبحت اليوم من اهم رموز السلطة وأنه كان يجب التعاطي مع قانون العام 2000 بمسؤولية أكبر". وقال جبران تويني بعد لقائه صفير"ان اللبنانيين يدفعون اليوم فاتورة الانسحاب السوري لأن سورية تريد ذلك".