بشرى سارة إلى الجمهور... بعد أن خيّم جو من الحيرة والضبابيّة على مستقبل مهرجانات الصيف في لبنان، بسبب الظروف الصعبة التي اجتازتها البلاد، ها هو أوّل الغيث يأتي من ادارة"مهرجانات بعلبك"التي عقدت مؤتمراً صحافياً أمس في أحد فنادق بيروت الفخمة، جلست السيدة مي عريضة رئيسة اللجنة العليا كعادتها خلف المنصّة، محاطة بالسفير الكندي وبعض الأعضاء، بهدوئها الارستقراطي المتعالي على المعمعة، توجهت إلى مندوبي الإعلام لتعلن عن حدث هو بمثابة بداية، لما يمكن أن يكونه برنامج"مهرجانات بعلبك"هذا الصيف... البرنامج نفسه مؤجّل... إلى ما بعد الانتخابات، بحسب ادارة المهرجان، فمن يجرؤ على توقيع عقود مع الفرق العالميّة قبل أن تستتبّ الأوضاع؟ ومن يجرؤ على التنبؤ بمستقبل الأوضاع في لبنان أصلاً؟ إذاً الاعلان عن العروض والأسماء التي من المفترض أن تلهب هذا الموسم ليالي بعلبك، مؤجّل حتّى اشعار آخر "أسبوعان أو ثلاثة"... ! في الوقت الحاضر لا بدّ من الاكتفاء بحدث ضخم، سيشكّل الانطلاقة الافتراضيّة للمهرجان، من قاعة"فوروم بيروت"في العاصمة اللبنانيّة. ويكون بمثابة إعلان عن التمسّك بالمراهنة على"المستقبل الواعد واستمرار الحياة". وهذا الحدث الذي أعلن عنه يوم أمس، هو عرض ضخم ل"سيرك الشمس"الكندي سيرك"دو سولاي" الذي يقدّم ابتداء من 7 تموّز يوليو، وعلى امتداد ثلاث ليال، استعراضه الضخم"فلايينغ فلايمز"flying flames ألسنة اللهب المتطايرة. وهذا العمل الفنّي الشامل لا يقتصر على فنون السيرك وألعابه البهلوانيّة، بل هو استعراض فنّي شامل صمم خصيصاً لمهرجانات بعلبك، من اعداد مصممة الرقص العالميّة ديبرا براون Debra Brown. حيث تلتقي الموسيقى والرقص والغناء والعناصر السمعيّة - البصريّة والألعاب البهلوانيّة والجمباز في احتفال واحد، قائم على الادهاش. والكوريغراف الكنديّة براون معروفة عالمياً، صمّمت عروضاً بارزة مثل"ألجيريا"، و"أسرار في لاس فيغاس"، إضافة إلى عروض وفيديو كليبات لفنّاني استعراض بارزين بينهم مادونا. كما حازت أوسكار أفضل كوريغرافيا عن عملها في فيلم"Le Bal des Vampires". ويشترك في عرضها اللبناني موسيقيون وعازفون وراقصون ومغنون وفنانو سيرك وبهلوانيون من مونتريال الكندية... سيحملون الى الجمهور اللبناني شيئاً من البهجة والحلم، في قلب الدوامة السياسية التي يعيشها لبنان. أما مستقبل مهرجانات بعلبك والمهرجانات الأخرى، فيبقى معلّقاً رهن المستقبل القريب والانفراج السياسي والاستتباب الأمني... علماً أن السيدة عريضة طمأنت الحاضرين إلى أن مدينة بعلبك كانت ولا تزال معقل الأمان والاستقرار. فقد كرّمتها احد الأحزاب الخمسة الموجودة في المدينة، و"إذا بدكن ترتاحوا ويك إند أطلعوا الى بعلبك"... كل ما عرفناه عن برنامج هذا العام، أن المفاجأة ستكون انتقال العروض من معبد جوبيتير إلى باخوس... على أن تنتقل إلى مدرج ثالث جديد في الموسم المقبل صيف 2006. لكن الموسم المقبل ما زال بعيداً... ونحن نترقّب برنامج بعلبك لهذا الصيف... فعسى النتيجة تكون على قدر التشويق.