استمرت معركة شد الحبال بين الصفين الجمهوري والديموقراطي أمس حول تعيين جون بولتون سفيراً لدى الأممالمتحدة والمتوقع انتقالها الى مجلس الشيوخ اليوم للتصويت، بعد مخاض عسير في جلسة أخيرة للجنة الكونغرس للعلاقات الخارجية عكست انقساماً في صفوف الجمهوريين ومآخذ الأكثرية على"مزاجية"بولتون و"أيديولوجيته السياسية"والمهددة لحظوظه بالفوز في المنصب. وطغت الضبابية على مصير الترشيح الذي لاقى الكثير من الانتقادات خلال فترة الشهرين الفائتين ومنذ اعلان البيت الأبيض لتعيين بولتون في 7 آذار مارس الماضي. ويتوقع، في حال تصويت الأكثرية الجمهورية في اللجنة 10 أعضاء على تعيينه، ان ينتقل الملف الى مجلس الشيوخ ذو الأكثرية الجمهورية 55-45 وفي ظل خلافات بين الجمهوريين على تفويض بولتون. وتصدرت السياسات الشرق الأوسطية عناوين الجلسات، وأبرزها مبالغة بولتون وخلال توليه منصب نائب مساعد الخارجية في شؤون وقف التسلح والأمن الدولي في الولاية السابقة للرئيس جورج بوش، بالمعلومات حول التسلح النووي الايراني، وتطوير سورية لأسلحة الدمار الشامل. واعتبر النائب جوزيف بايدن أن انتقال بولتون الى الأممالمتحدة"قد يعني الترويج للحرب ضد سورية". كما تناولت الانتقادات خلافات المرشح مع وزير الخارجية السابق كولن باول، والذي امتنع عن توقيع رسالية الديبلوماسيين المؤيدين لبولتون. وكشفت تقارير اخبارية عن ضغوط مارسها بولتون على أعضاء في الخارجية بعد عملية اغتيال قائد حركة المقاومة الاسلامية حماس الشيخ أحمد ياسين لشجب أي ادانة أميركية للعملية، وعلى عكس ما كان يتمناه باول. كما شملت الانتقادات خطه الايديولوجي والمتهكم من الأممالمتحدة وضغوطه على أعضاء في الاستخبارات ومجلس الأمن القومي لاستحصال معلومات أو تحوير أخرى. كما تعرض النواب الى مزاجية بولتون في العمل، ورشقه أحد موظفي الادارة في 1994 بكدسة أوراق ومنضدة في فندق في موسكو، وجراء خلافات حول الأجندة السياسية. ويسعى البيت الأبيض الى الضغط على قاعدته الجمهورية لتأمين الموافقة على الترشيح، في حين تحاول المعارضة الديموقراطية ابراز الأضرار على الديبلوماسية العامة في حال وصوله الى الأممالمتحدة.