ستقدم الاغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الاميركي مسألة تعيين جون بولتون مندوباً للولايات المتحدة في الاممالمتحدة، المثيرة للجدل لتصويت جديد اليوم الاثنين يرجح ان ينتهي الى طريق مسدود. وقال المتحدث باسم الديموقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية نورك كورتز «يبدو ان الجمهوريين لا يملكون الاصوات» الضرورية لافشال مناورة تعرقل تعيينه. ولم يجازف اي مصدر جمهوري في التكهن بنتيجة التصويت. يذكر ان تعيين بولتون الذي ينتقد بحدة الاممالمتحدة وتعتمد عليه ادارة الرئيس جورج بوش لتشجيع الاصلاحات في المنظمة الدولية، مجمد منذ 26 ايار (مايو) الماضي. وتخوض المعارضة الديموقراطية مواجهة حادة مع ادارة بوش في هذا الشأن. فهي ترفض التصويت بالاغلبية البسيطة على تعيينه قبل ان تقدم الادارة الاميركية معلومات عن عمله في وزارة الخارجية حيث يشغل منصب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الحد من التسلح. وجعل الديموقراطيون من هذه المعركة قضية مبدأ باسم الدفاع في السلطة التشريعية عن السلطة التنفيذية لكنهم يسعون ايضا الى إعداد ملف اتهام لبولتون المتهم خصوصا بمحاولة إقالة محللين في الاستخبارات على خلاف معه. وبولتون الذي كان من انصار فرضية وجود اسلحة للدمار الشامل في العراق يبرر الحرب على هذا البلد، من مؤيدي سياسة متشددة حيال ايران وكوريا الشمالية. ويشكل تعيينه الذي اعلنته ادارة بوش في السابع من آذار (مارس) مصدر أرباك منذ اكثر من شهرين. فقد رأى الديموقراطيون فور اعلان تعيينه ان هذا الاختيار «لا يمكن تفسيره» في اطار تؤكد فيه الدبلوماسية الاميركية بقيادة كوندوليزا رايس رغبتها في تحسين العلاقات مع ابرز الحلفاء. ويثير عمل بولتون وطباعه الحادة، تحفظات حتى في صفوف الجمهوريين حيث عبر برلماني واحد على الاقل منهم عن معارضة واضحة لتعيينه مما منع لجنة الشؤون الخارجية من الموافقة على هذا التعيين الشهر الماضي. لكن الرئيس بوش اكد دعمه الثابت لبولتون. وقال بوش في 31 ايار (مايو) الماضي انه «الرجل المناسب لاصلاح الاممالمتحدة الهيئة الدولية التي «بدأت تفقد ثقة الشعب الاميركي إن لم تكن قد فقدتها اصلاً». ومنذ ذلك الحين لا يكف البيت الابيض والجمهوريون عن ادانة «عرقلة» الديموقراطيين «العقيمة» لتعيينه مما يبقي الولاياتالمتحدة بدون سفير في نيويورك بينما تمر الاممالمتحدة بمرحلة اصلاحات لا سابق لها. ومقعد سفير الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة شاغر منذ اكثر من خمسة اشهر بعد ان شغله اقل من ستة اشهر جون دانفورث. وبدون ان يخفي شعوره بخيبة الامل بعد نجاح المعارضة الديموقراطية في شل عمل الادارة، قال زعيم الاغلبية الجمهورية بيل فريست انه حريص على تنظيم تصويت جديد مع انه قد يؤدي الى فشل جديد. وقال «هناك عرقلة وقد نحتاج الى (...) تصويت جديد لنرى ما اذا كان هذا الوضع مستمرا». واكد الديموقراطي كريس دود الذي يقف في طليعة المطالبين بمعلومات اضافية عن بولتون «حان الوقت لتتعاون الادارة معنا وتكف عن عرقلة تعيين مرشحها». وقال زعيم كتلة الديموقراطيين في مجلس الشيوخ هاري ريد «لدينا رئاسة تواصل الدفع باتجاه برنامج متشدد ومصممة على تعزيز سلطتها واستغلالها في حال الضرورة». واتهم البيت الابيض «بالاستهتار بالدستور من جديد» في قضية بولتون.