تفاعلت امس، ازمة تعيين جون بولتون سفيراً لدى الأممالمتحدة، بين البيت الأبيض والكونغرس الأميركي، بعد خضوع لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لضغوط الأقلية الديموقراطية، واتخاذ قرار مفاجئ بتأجيل عملية التصويت على تعيين بولتون لفترة أسبوعين آخرين، للتحقق من الانتهاكات المزعومة في عمله السياسي، من تجسس وابتزاز واخفاء معلومات و"المهددة لنزاهته المهنية"خلال توليه ادارة قسم شؤون الحد من الأسلحة في الخارجية الأميركية. واضطر رئيس اللجنة ريتشارد لوغار الى العدول عن موقفه الأولي والانصياع الى طلب 8 نواب ديموقراطيين في اللجنة بتأجيل جلسة التصويت ريثما ينتهي التحقيق من الفضيحة الأخيرة لبولتون والمتعلقة بالتجسس على أحد مستشاري الأمن القومي لالتقاط الكلام المتداول حول استراتيجية التعامل مع ايران وملفها النووي. وطالب النائب الديموقراطي جوزف بايدن بإعطاء مهلة أقصاها أسبوعين للتحقق من صحة هذه المزاعم التي أطلقها موظف رسمي في الخارجية الأميركية، والتي أضعفت سجل بولتون 56 عاماً وحظوظ وصوله الى الأممالمتحدة، بعد اتهامات سابقة بالابتزاز واخفاء معلومات حساسة عن أركان في الادارة والتهكم من رصيد المنظمة الدولية. وزعزعت التقارير الأخيرة حول مسألة التجسس تماسك الصف الجمهوري في اللجنة والمفترض تأييده لبولتون بعشرة أصوات، بعدما انقسم أركانه بإعلان مفاجئ من السناتور عن ولاية أوهايو جورج فوينوفيش، عن عدم استعداده للتصويت أو تأييد بولتون في جلسة أول من أمس. وقلبت تصريحات فوينوفيش قوانين اللعبة وخطة الأكثرية الجمهورية في الكونغرس ومكتب نائب الرئيس ديك تشيني، اللذين دفعا باتجاه عقد جلسة تصويت سريعة تمنح الموافقة بنسبة 10 الى 8. وانضم الى فوينوفيش السناتور تشاك هايغل وطالب ب"التريث ومنح الوقت لدرس المسألة وتأمين مرورها أمام اللجنة"بعد العودة من اجازة نيسان ابريل الأسبوع المقبل، وقبل عرضها أمام مجلس الشيوخ. وستتخلل مدة التأجيل ساعات بحث متواصل واتصالات مكثفة بين النواب الديموقراطيين ووزارة الخارجية والأمن القومي للمطالبة بالنصوص الأصلية أو التسجيلات التي تثبت أو تنفي المزاعم المسيئة لرصيد بولتون. وسيتم التركيز على الشأن الايراني الذي يعتبر الحلقة الأضعف في سجل المرشح. اذ أشارت التقارير الصحافية الأخيرة الى خلافه مع مساعده السابق كارل فورد الذي مثل أمام اللجنة، وإجبار فورد لاحقاً على ترك منصبه بعد خلاف على التعاطي مع الملف الايراني. كما نقلت التقارير اخفاء بولتون معلومات عن وزير الخارجية السابق كولن باول وبعده كوندوليزا رايس حول تفاصيل هذا الملف والتي حصلها من مصادر استخباراتية في وكالة الاستخبارات المركزية. ويعتبر بولتون من المتشددين في السياسة الخارجية في ادارة الرئيس جورج بوش والمقربين من خط تشيني وهو من المقتنعين بتفعيل دور الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة، والتحرك في شكل أقوى ضد طهران لوقف ترسانتها النووية.