رغم مآخذ أكثرية أعضاء لجنة العلاقات الخارجية على تعيين نائب مساعد الخارجية في شؤون وقف التسلح والأمن الدولي جون بولتون سفيراً لدى الأممالمتحدة، كان متوقعاً أن يجتاز بولتون امتحان اللجنة بعد جلسة استماع خشنة انتقد فيها أعضاء اللجنة سياسة بولتون"الانفرادية"وموقفه"المتهكم والساخر من الأممالمتحدة "اضافة الى رفضه الدخول في مفاوضات مباشرة مع ايران حول ترسانتها النووية، وضغوطه المزعومة على طاقم الاستخبارت حول موضوع اسلحة الدمار الشامل. راجع ص 8 ووعد بولتون 56 عاماً في كلمة افتتاحية أمام اللجنة المؤلفة من 18 عضواً، عشرة منهم من الحزب الجمهوري، بالعمل مع"الجميع في المنظمة"والمساعدة في تعزيز دورها وفاعلية مجلس الأمن الذي"ابتعد، بحسب بولتون، عن المسار الصحيح في العام 1991 بطرح القرار الرقم 3379 الموازي بين الصهيونية والعنصرية"، والذي عمل بولتون على وقفه من موقعه كمساعد لسفير المنظمة بين عامي 1989 و1993. وأكد بولتون المتوقع أن يخلف جون دانفورث في المنظمة، أنه"سيعمل لتحقيق رؤية الرئيس جورج بوش وتطلعاته لدور المنظمة"وتعهد العمل ضمن أربعة أولويات أولها"بناء المؤسسات الديموقراطية في الدول الخاضعة لأنظمة سلطوية"واستعمال قرض العشرة ملايين دولار التي خصصها بوش لهذه الغاية. وحدد بولتون أولويته الثانية ب"تجييش مجلس الأمن"في اتجاه صحيح، وحصد موافقة جماعية لوقف التسلح النووي الذي كرسه القرار الرقم 1540 في أيلول سبتمبر 2003. وحصر بولتون الأولوية الثالثة ب"متابعة الحرب على الارهاب"مشيراً بحضور السيدة بولتون الى خطاب بوش في أيلول 2003 أمام المنظمة، الذي اعتبر فيه"أي دولة داعمة للارهاب ضد التمدن"، وعلى أساس افتراض أي عمل ارهابي مهدداً للمجتمع الدولي وطبقاً للقرار الرقم 1373. وجعل بولتون من مسألة مكافحة الفقر ومرض الأيدز والاغاثة الدولية أولويته الرابعة في حال الموافقة على تعيينه. ويتوقع أن يحظى بولتون بمافقة عشرة أعضاء ومعارضة الثمانية ديموقراطيين في اللجنة، بعدما اقترب النائب الجمهوري لينكولن شافي من حسم موقفه لصالح بولتون. وواجه بوتون انتقادات جمة وصارمة من النواب جوزيف بايدن وجون كيري وبربرا بوكسر، الذين عروه من صفاته القيادية و"مصداقيته في العمل السياسي". وشبه بايدن خطوة ترشيحه في 7 آذار مارس الفائت ب"ارسال ثور شرس الى محل زجاج صيني"، في حين عدد كيري مواقفه المعارضة للأمم المتحدة وحيث صرح بولتون"أن اجتزاء عشرة طوابق من مبنى المنظمة لا يغير شيئا"أو"فخره رفض الجمعية العمومية لطرح أميركي. ويأتي بولتون من خلفية المحافظين الجدد ومن أبرز الداعين الى دور أقوى للولايات المتحدة في المنظمة. وشملت الجلسة مقاطع سمعية وقراءة لمقالات يتهكم فيها بولتون على الأممالمتحدة، أو تؤكد اقدامه في العام 2001 على الضغط على أحد مساعديه وعميل للاستخبارات لاثبات أن كوبا تطور أسلحة دمار شامل، الأمر الذي رفضته الادارة لاحقاً. كما انتقد أعضاء اللجنة خط بولتون المتشدد من الموقف الايراني وكوريا الشمالية والرافض الدخول في المحادثات السداسية أو اجراءات وكالة الطاقة الذرية لحل الأزمة النووية مع البلدين. وقاطعت الجلسة متظاهرون حملوا شعارات"لا للمرشح النووي بولتون"ولا"لسفير متعنت عن الولاياتالمتحدة".