لم يكن وضع المساعد السابق لوزير الخارجية جون بولتون مريحاً لدى مثوله أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي اول من أمس، في جلسة مناقشة ترشيحه لشغل منصب سفير الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة. وسعى أعضاء الحزب الديموقراطي إلى منع المصادقة على تعيينه في المنصب، عبر تركيزهم على طرده محللين استخباراتيين لاختلافهم معه في الرأي. وأثار ترشيح الرئيس الأميركي لبولتون 56 عاماً الشهر الماضي، جدلاً وتساؤلات عما إذا كان مناسباً لتمثيل بلاده، لا سيما أنه اشتهر بعدائه للأمم المتحدة وبأدائه المتواضع في موضوع أسلحة الدمار الشامل مع كوريا الشمالية ومعاهدات مراقبة التسلح. وخدم بولتون في الإدارات الجمهورية الثلاث الماضية، ويعتبر أحد أقوى أصوات حزب المحافظين في الشؤون الخارجية، وهو يشغل حالياً منصب رئيس دائرة مراقبة التسلح. الاستخبارات وذكر السناتور الديموقراطي كريس دود عن ولاية كونتيكت، أن بولتون حاول خلال وجوده في وزارة الخارجية أن يعزل خبراء في وكالة الاستخبارات المركزية سي آي إي تناقضت معلوماتهم مع مواقفه. وقال السناتور عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ:"ثمة معلومات تتمتع بصدقية كبيرة تفيد أن بولتون حاول أن يعزل خلال مناسبتين على الأقل، موظفين في وكالة الاستخبارات المركزية كانت تحليلاتهم تتناقض مع ما كان يؤكده". وأضاف في مقابلة مع شبكة"إي بي سي"التلفزيونية أن ثمة شاهداً واحداً على الأقل على تلك المحاولات، طالباً من رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، الجمهوري ديك لوغار أن يسمح لشهود آخرين محتملين بالإدلاء بآرائهم. وقال دود انه سيصوت ضد تعيين بولتون إذا تأكدت هذه الاتهامات. تقرير"نيوزويك" وذكرت مجلة"نيوزويك"أمس، ان المسؤول السابق في اللجنة الوطنية للاستخبارات ستيوارت كوهين، أكد خلال جلسة مغلقة مع أعضاء لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، أن بولتون طلب عام 2002 تسريح كبير الخبراء في شؤون أميركا اللاتينية من اللجنة التابعة ل"سي آي اي". وأوضحت المجلة نقلاً عن مصادر لم تكشف هويتها في الكونغرس، أن بولتون أكد في مشروع خطاب عام 2002، أن لدى كوبا برنامجاً للأسلحة البيولوجية. لكن خبراء وكالة الاستخبارات المركزية قالوا بالاستناد إلى معلوماتهم إن هذا التأكيد غير صحيح. ونقلت"نيوزويك"عن تقرير لجنة الاستخبارات أن محللاً آخر لدى"سي آي إي"، خبير في أسلحة الدمار الشامل، قال إن بولتون الذي كان مساعداً لوزير الخارجية لشؤون نزع السلاح، حاول أن ينقله من منصبه لأنه أعرب أيضاً عن تحفظات كثيرة عن مشروع الخطاب المتعلق بكوبا. وقال السناتور دود:"إذا حاول بولتون فعلاً عزل خبراء في وكالة الاستخبارات المركزية لأنه لم يكن معجباً بتحليلاتهم، أعتقد انه ليس مؤهلاً ليمثلنا في الأممالمتحدة". واعتبر أن الذرائع المغلوطة عن أسلحة الدمار الشامل التي قدمت إلى الأممالمتحدة لتبرير الحرب على العراق، أساءت كثيراً إلى صدقية الولاياتالمتحدة في العالم. الى ذلك، كرّر السناتور الديموقراطي جوزف بيدن، المسؤول الثاني في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ المؤلف من أكثرية جمهورية، أنه سيصوت ضد تعيين بولتون. وإضافة إلى الضغوط على خبراء وكالة الاستخبارات المركزية، أورد بيدن العداء الذي عبر عنه بولتون ازاء الأممالمتحدة وأداءه المتواضع في ملف أسلحة الدمار الشامل مع كوريا الشمالية.