وسط استنفار اعلامي وديبلوماسي أميركي على الجبهتين الديموقراطية والجمهورية، تبدأ اليوم جلسات الاستماع الأولى للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لمناقشة ترشيح الرئيس جورج بوش نائب مساعد الخارجية السابق لوقف التسلح جون بولتون لمنصب سفير الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة. وهناك احتمال لأن تجهض اللجنة هذا الترشيح في حال تصويت النائب الجمهوري لينكولن شافي والأقلية الديموقراطية ضده. شهد ترشيح بولتون لهذا المنصب جدلاً غير مسبوق في الساحة الأميركية نظراً الى مواقفه المتشددة من المنظمة الدولية و"اصراره على عدم جدواها طالما أنها تعارض السياسة الأميركية". وتحوّل الجدل حملات اعلانية مكثفة بين الفريقين وتبادل أكثر من أربعة رسائل مؤيدة ومعارضة مع رئيس اللجنة ريتشارد لوغار موقعة من أكثر من 100 ديبلوماسي وخمسة وزراء خارجية سابقين. وأطلقت مجموعة"موف أميركا فورهاد"أعلانين تلفزيونيين على محطات الكابل الأميركية، تؤيد فيهما تعيين بولتون وتتعرض بشكل مباشر لرصيد الأممالمتحدة وأمينها العام كوفي أنان. وتقارن الاعلانات بين رصيد أنان"الفاسد والمنحرف"ولقائه"بارهابيين وقيادات اجرامية ووحشية مثل الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات والرئيس الكوبي فيدل كاسترو والرئيس العراقي السابق صدام حسين"من جهة، ورصيد بولتون"الداعم لنشر الديموقراطية والمبادئ الأميركية"من جهة ثانية، وتدعو الاعلانات الى"وقف تدخل الأممالمتحدة بالشؤون الأميركية". وقابلت الاعلانات الداعمة لبولتون حملة مضادة من منظمة موف أون الليبرالية والتي انتقدت الخطوة واعتبرتها"تحريضية من جانب الادارة وستلوث سمعة الولاياتالمتحدة أكثر في المجتمع الدولي." يتوقع أن تكون جلسة اليوم من"الأشرس"في تاريخ مجلس الشيوخ الأميركي وسيواجه فيها بولتون أسئلة عن"مزاعمه غير الصلبة"في ما يتعلق بسياسات التسلح، وادعاءاته خلال ولاية بوش الأولى بأن سورية وكوبا تطوران أسلحة بيولوجية. ويحاول أعضاء في اللجنة التحقق من صحة قيام بولتون بالضغط على عميلين في وكالة الاستخبارات الأميركية لاثبات مزاعمه السابقة، وتبرير سياسة أكثر تشدداً في تطوير الأسلحة. كما ستتناول الحرب على العراق واعتقاد بولتون بامتلاك نظام صدام أسلحة دمار شامل. ويتخوف الجمهوريون من عرقلة التعيين بانضمام النائب الجمهوري لينكولن شافي الى خط الثماني ديموقراطيين المعارضين حتى الآن لتعيين بولتون، وبالتالي انقسام اللجنة بين تسعة مؤيدين وتسعة معارضين. ويعتبر بولتون من المقربين من خط نائب الرئيس ديك تشيني وأحد المحبذين لسياسة أكثر تشدداً في التعامل مع الملف النووي الايراني. كما يتميز بصداقته للوبي اليهودي الأميركي الذي أثنى على دعمه لاسرائيل واطلاقه مبادرة دولية في العام 1991 تمنع الأممالمتحدة من مقاربة الصهيونية بالعنصرية.