عاد الحوار الإيراني -الأوروبي إلى نقطة الصفر أمس, بعدما تلقت طهران تحذيرات شديدة اللهجة من الأوروبيين وخصوصاً من بريطانيا وفرنسا بشأن"عواقب خطرة"لإصرارها على استئناف نشاطاتها النووية. وجاء ذلك بعد فشل المفاوضات الدائرة منذ فترة بين الجانب الايراني والثلاثي الأوروبي بريطانيا وفرنسا وألمانيا الذي أخذ على عاتقه إقناع طهران بوقف نشاطاتها النووية لقاء تطبيع العلاقات معها وثني الجانب الأميركي عن موقفه الداعي إلى فرض عقوبات عليها. راجع ص 8 وفي إشارة إلى خطورة الموقف، أبدى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس, تأييده إحالة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن، إذا استأنفت نشاطاتها النووية. وقال في مؤتمر صحافي إن"القواعد الدولية موجودة لهدف معين ويجب الالتزام بها، وعلينا أن نعمل مع حلفائنا لتحديد كيفية التحرك"في مواجهة الموقف الإيراني المتعنت. وأضاف بلير أن الرئيس الأميركي جورج بوش أوضح أن الخيار العسكري ضد إيران"غير مطروح لكنه غير مستبعد"، مشيراً إلى أن طرح الملف الإيراني في مجلس الأمن يشكل مرحلة تسبق الخيار العسكري، في حال الوصول إلى طريق مسدود في المفاوضات مع طهران. في الوقت نفسه، حض وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه إيران على عدم القيام ب"مبادرة تعرف عواقبها". واعتبر في كلمة له أمام مجلس الشيوخ الفرنسي أمس, أن استئناف طهران عملية تحويل اليورانيوم"سيكون مخالفاً للقرارات الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية". في المقابل، أعلنت إيران أنها لن تحترم معاهدة حظر الانتشار النووي إذا حرمت من السعي لما تعتبره حقها في تطوير برنامج مدني كامل للطاقة النووية، في حين اعتبرت موسكو أن الموقف الإيراني لا يتناقض مع الشرعية الدولية. وقال كبير المفاوضين الإيرانيين مع الجانب الأوروبي حسن روحاني المسؤول عن الملف النووي لبلاده أن"استخدام دورة الوقود في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي والقواعد الدولية هو قرار إيران النهائي والوطني". وأضاف أن"الأمة الإيرانية لن ترضخ للضغوط لحرمانها من حقوقها القانونية وهي مستعدة لدفع أي ثمن"لذلك. وكان روحاني يتحدث في حضور نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلياك الذي يزور طهران حالياً. بدوره، قال غلام رضا آغا زاده نائب الرئيس الإيراني ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية إن طهران قررت استئناف"جزء مهم"من نشاطاتها لتحويل اليورانيوم، موضحاً أن الإعلان عن موعد الاستئناف وشيك. في موازاة ذلك، صرح مسؤول في وكالة الطاقة الروسية بأن قرار طهران استئناف بعض نشاطاتها لتحويل اليورانيوم"شرعي وقانوني"ولا يؤثر على الأمن الدولي أو التعاون الروسي- الإيراني، وذلك باعتبار أن هذا اليورانيوم سيستخدم لغايات سلمية وبإشراف كامل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية". إلى ذلك, أفاد ديبلوماسي غربي في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أمس، أن الوكالة تتوقع بلاغاً من إيران تعلن فيه الأخيرة عن إعادة تشغيل الآلات المغلقة حالياً بأختام الأممالمتحدة، وتستأنف النشاطات التي تخشى واشنطن أنها ربما تساعد في إنتاج وقود للقنابل النووية. وتوقعت مصادر في فيينا أن يدفع استئناف طهران النشاطات المتصلة بتخصيب اليورانيوم، الأعضاء الأساسيين في وكالة الطاقة إلى إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات محتملة.