تابعت الحلقة الأولى من سلسلة برنامج"ساعة حرة"التي تقدمها قناة"الحرة"عن الواقع الراهن في سورية بكل ابعاده والقضية الأولى التي بدأ بها شريف عرفة مقدم البرنامج والذي برع في إدارة الحوار كانت واقع الإعلام السوري. الضيوف تنوعوا في مشاربهم مع العلم ان السلطة تمثلت بوجهها التحديثي البعيد من الإيديولوجية والانتماء فاستقبل البرنامج الكاتبة ديانا جبور التي تبوأت منذ اقل من عشرة ايام ادارة التلفزيون السوري الرسمي، وعلى رغم ان السيدة جبور تدرك تماماً سلبيات الإعلام السوري وإخفاقاته حيث اشتغلت في العديد من ميادين الإعلام السوري ألا انها وبدل ان تسجل على دفتر ملاحظاتها التي ما لبثت طوال الحلقة تدون عليه افكارها، آراء الضيوف الآخرين"مراسل النهار في دمشق شعبان عبود والسيد انور البني قانوني وناشط في حقوق الإنسان"وتعدهم بالتغيير بعد ان تحدثوا باستفاضة عن تجاربهم الشخصية ومعاناتهم في مجال الإعلام التي وصلت الى حدود السجن والمساءلة عن بعد الآراء والمقالات التي كتبوها في الصحف العربية، راحت توارب وتلتف على كل فكرة محاولة تبرير الأخطاء في شكل ينافي المنطق ويتجاهل واقع الحال الموجود في سورية، فتارة تقول انه اذا سُحب ترخيص من أي صحيفة خاصة فالترفع قضية على هذه الجهة التي سحبت الترخيص. مع العلم ان السيدة جبور تعلم تماماً ان الجهة التي تسحب التراخيص من الصحف هي نفسها تسيطر على القضاء وتضبطه لمصالحها. تارة تسأل السيد شعبان عبود لماذا تلبي دعوة الجهة الأمنية حين تستدعيك من اجل مقال او خبر ما ولا ترفض؟ متجاهلة انه ليس من حق أي جهة امنية ان تستدعي صحافياً. السيدة جبور لا تريد ان تناقش القضايا بشفافية ومرونة فتضم صوتها الى صوت زملائها الذين اكتووا بنار التضييق على الحريات الصحافية وتقدم لهم ضمانات من موقعها الجديد. الحلقة كانت الأولى كما ذكر المحامي انور البني التي تطرح موضوع الإعلام بجرأة ومباشرة، وبدل ان تستغل السيدة جبور الفرصة لتعلن بداية جديدة للإعلام تخطو هي اولى خطواتها من خلال التلفزيون فتقدم الحقائق بصدق وشفافية وتنهي التعرجات على اختلاف انواعها وتترك المجال لكل الأطياف المجتمعية للمشاركة في الإعلام الرسمي كما ذكر السيد البني"ان يكون لكل الوطن". آثرت السيدة جبور ان تدافع عن ما مضى من اخطاء في كافة ميادين الإعلام الرسمي الذي يستخدمها في هذه الفترة المتأزمة كاسم ليلمع ويبرق دون تغير جوهري وبنيوي يحرره من عبء الترويج وبيع الأفكار. لندن - ايلي عبدو