اكدت مصادر قبلية ان اشتباكات ضارية استمرت طوال نهار أمس بين قوات من الجيش اليمني وفرق من القوات المكلفة مكافحة الارهاب، وبين متمردين من أنصار الحوثي، ينتمون الى تنظيم"جماعة الشباب المؤمن"الشيعية المتشددة، وذلك في مناطق آل شافعة ووادي نشور في محافظة صعده. واشارت الى سقوط اكثر من ثلاثين بين قتيل وجريح من الطرفين، فيما كثفت قوات الجيش هجماتها بالمدفعية والصواريخ على مخابئ المتمردين في المناطق الجبلية. ونجا حسن مناع نائب محافظ صعده اليمنية امس من مكمن نصبه له مسلحون من أنصار الحوثي، في الضاحية الشمالية الغربية لمدينة صعده، فيما أصيب خمسة من مرافقيه بجروح خطرة. واكد مصدر مقرب من نائب محافظ صعده التي تشهد مواجهات مسلحة عنيفة منذ منتصف الاسبوع الماضي، بين قوات الجيش وبين أنصار الحوثي الأب، ان"مسلحين نصبوا مكمناً لسيارة حسن مناع نائب المحافظ ومرافقيه في منطقة العند بني معاذ واطلقوا عليها وابلاً من الرصاص، ما تسبب في اصابة خمسة من مرافقيه اصابات بليغة، في حين نجا نائب المحافظ". ويعد هذا ثاني مكمن ينصبه أنصار الحوثي لنائب محافظ صعده خلال أقل من اسبوع. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن مصادر متطابقة ان المعارك بين القوات الحكومية وأنصار الحوثي أدت منذ اندلاعها الى مقتل اكثر من 110 أشخاص. وتحاول القوات الخاصة المكلفة مكافحة الارهاب التقدم لاقتحام معاقل المتمردين، حيث يُعتقد بأن بدر الدين الحوثي الأب الذي يعتبر المرجعية الروحية لجماعة"الشباب المؤمن"يختبئ مع عشرات من اتباعه المسلحين. وقالت مصادر قبلية في صعده ان استئناف العمليات العسكرية في صورة مكثفة امس ضد معاقل المتمردين، يأتي بعد فشل وساطة تولاها خلال اليومين الماضيين عدد من شيوخ القبائل ووجهائها في محافظة صعده لوقف المواجهات المسلحة، وتسليم المتمردين المسلحين وقادتهم الى السلطات. وقال أحد شيوخ القبائل الذين يشاركون في مساعي الوساطة ان"عبدالله الرزامي احد القياديين العسكريين للمتمردين، رفض وقف النار، اذا كان مقدمة لتسليم نفسه وباقي المتمردين الى السلطات، وهو يطالب بالافراج عن باقي المعتقلين من أنصار الحوثي المحتجزين منذ التمرد العام الماضي في جبال مران، والذي استمر 80 يوماً وانتهى بمقتل زعيم التمرد حسين بدر الدين الحوثي مطلع ايلول سبتمبر الماضي. الى ذلك، اكد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي ان"جهات خارجية"تمول تمرد"الحوثي الأب"في محافظة صعده. وقال في تصريحات بثها موقع الحزب الحاكم المؤتمر نت امس ان التمرد الحالي هو امتداد لتمرد صيف العام الماضي، ومردهما الفهم الخاطئ للاسلام. وتحدث عن تحقيقات تجريها السلطات لكشف مصادر التمويل الذي تقدمه"جهات خارجية"للمتمردين، مؤكداً ان هوية هذه الجهات ستعلن في نهاية التحقيقات. وكشفت ل"الحياة"مصادر قبلية في محافظة صعده ان الوسطاء من وجهاء القبائل ومشايخها وبعض العلماء في صعده فشلوا امس للمرة الثانية في اقناع"الحوثي الأب"بدر الدين، وعبدالله عيضة الرزامي الذي يقود التمرد في مناطق الرزامات ووادي نشور وآل شافعة، بالتخلي عن المواجهة المسلحة، والاستسلام للسلطات، في مقابل ضمانات بوقف الاقتتال واللجوء الى القانون والقضاء. وتابعت المصادر ان الرزامي رفض اي وساطة تطالبه بالاستسلام ومن معه، أو التخلي عن السلاح، مشترطاً ان تبدي الدولة حسن نية ازاء"الشباب المؤمن"بإطلاق المعتقلين وسحب القوات الحكومية من مناطقهم والتوقف عن ملاحقتهم، وتسليم جثة"الحوثي الابن"الى والده لدفنها، والسماح للجماعة بترديد شعارها"الموت لأميركا... الموت لاسرائيل".