اذا تأكدت المعلومات عن مقتل عبدالله عيظة الرزامي 45 سنة على يد القوات اليمنية في منطقة الرزامات بمحافظة صعدة مسقط رأسه، يكون بذلك لحق بسلفه زعيم تنظيم"الشباب المؤمن"الشيعي المتشدد حسين بدر الدين الحوثي الذي قاد التمرد الاول صيف العام الماضي وقتل في جبل سليمان في منطقة مران في ايلول سبتمبر الماضي. والرزامي كان عضواً في مجلس النواب كما كان سلفه الحوثي الابن. وكلاهما من ابرز مؤسسي تنظيم"الشباب المؤمن"في عام 1993. ومع ان الرزامي اصبح الزعيم الفعلي والقائد الميداني لهذا التنظيم المحظور بعد مقتل الحوثي الابن، غير انه كان يخضع للمرجعية المذهبية المتمثلة في بدر الدين الحوثي 80 سنة والد حسين. وكلاهما، الحوثي الاب والرزامي، حصل على ضمانات من الحكم اليمني عبر وسطاء بالامان وعدم ملاحقتهما مع انصارهما بعد اخماد التمرد الاول في مقابل التخلي عن النشاط المسلح وعدم حشد عناصر الحوثي في مناطقهما والكف عن اي اعمال تخريبية تخالف القانون والتوقف عن اثارة الفتن المذهبية والسلالية. وبعد مكوثهما في صنعاء لاسابيع، عاد الرزامي أولاً الى منطقة الرزامات ووادي نشور وتبعه الحوثي الاب الذي كان أعلن في تصريحات صحافية قناعته بفكر ولده حسين ونشاطاته، واتهم السلطة بعدم الوفاء بمطالبه، وشكك في مقتل ولده كما في ولاية الرئيس علي عبدالله صالح، مؤكداً ان الولاية لآل بيت النبي محمد ص وفي البطنين تحديداً من سلالة علي بن ابي طالب وفاطمة بنت النبي. ورد الحوثي الأب، الذي يتحدر بنسبه من سلالة"البطنين"، سبب المعارك في صعدة العام الماضي الى خشية الرئيس علي صالح من ان ينزع منه الولاية او ينافسه فيها باعتبار الرئيس علي صالح محتسباً الولاية الحكم وليس من سلالة"البطنين". واتهمت الحكومة اليمنية بدر الدين الحوثي بنقض العهود والعودة خفية الى صعدة وتجميع انصاره وتحريضهم على ارتكاب أعمال تخريبية كان لا بد من مواجهتها واخمادها عسكرياً في مواجهات اندلعت منذ اسبوعين. والرزامي، الذي لا ينتمي الى سلالة هاشمية آل البيت او"البطنين"وعرف بتشيعه للحوثين الاب والابن ولا يقل عنهما تشدداً، ينتمي الى قبيلة همدان بن زير، احدى القبائل الكبيرة في محافظة صعدة، وله عشرات الاتباع من الشباب من ابناء القبائل. ولم يخض الرزامي مواجهات مسلحة مباشرة مع القوات الحكومية في التمرد الاول في جبال مران، والتزم البقاء في منطقة الرزامات لتجميع عناصر"الشباب المؤمن"وتسليحهم وارسالهم الى القتال الى جانب الحوثي الاب، مقدماً دعماً لوجستياً للمرابطين في الجبال. لكن في التمرد الثاني قاد الرزامي بنفسه المواجهات مع القوات الحكومية ميدانياً في مناطق شمال شرقي مدينة صعدة، مستنداً الى مرجعية الحوثي الاب واندفاع مئات من اتباعه للقتال دفاعاً عن افكارهم وبناءً على فتاوى مرجعياتهم المذهبية المتشددة.