تمكنت قوات الأمن السعودية امس من انهاء أشرس مواجهة وأطولها مع المطلوبين في محافظة الرس التابعة لمنطقة القصيم 350 كيلومتراً شمال الرياض والتي اسفرت عن قتل 18 مطلوباً امنياً، بينهم شاب صغير يبلغ من العمر 14 عاماً. كما قبض، خلال عملية الاقتحام التي أنهت العملية، على ابن المنظر الشرعي للخلايا حمد الحميدي، فيما تأكد ان بين القتلى المطلوب الرقم 4 على قائمة ال26 كريم التهامي المجاطي المغربي الجنسية والمطلوب الرقم 7 على القائمة ذاتها سعود القطيني العتيبي. وما زالت المعلومات متضاربة عن مصير قائد خلايا"القاعدة"في الخليج المطلوب الرقم 5 على قائمة ال26 صالح العوفي، وزميله المطلوب الرقم 16 طالب آل طالب اللذين يعتقد بأنهما قضيا في المواجهات ظهر أمس. وفي الوقت الذي استسلم فيه احد المطلوبين الى قوات الأمن، علمت"الحياة"ان بين القتلى الذين ارتفع عددهم الى 18، أحد المطلوبين وهو خريج كلية الصيدلة، ومهمته تأمين الخدمات الطبية للمطلوبين، وذلك أثناء محاولته إسعاف أحد المصابين داخل المنزل الذي كانوا يتحصنون فيه. وكانت المواجهات هدأت صباحا، قبل ان تتجدد بعنف عند الحادية عشرة. واستخدم المطلوبون قنابل يدوية، ما أسفر عن إصابة سبعة من رجال الأمن اصابات خفيفة. وكان بارزاً دور القوات المسلحة السعودية في عملية الرس لجهة تأمينها وسائل نقل جوية لنقل قوات من مناطق متفرقة لإسناد القوات الأمنية المشتركة في المواجهة. وكان المطلوبون تنقلوا بين عدد من المباني المتلاصقة من خلال إحداث ثغرات في الجدران باستخدام مواد متفجرة، الى ان حوصروا في المبنى الأخير وهو المبنى السابع الذي حوصر فيه تسعة منهم. وفي وقت متقدم مساء قامت مجموعة من رجال الأمن باقتحام المبنى الذي يتحصن فيه المطلوبون التسعة، وتم خلال العملية قتل ثمانية لم تحدد هوياتهم بعد، فيما قبض على المطلوب التاسع متحصناً في سلالم المبنى، وهو نجل المنظر الشرعي للمطلوبين حمد الحميدي الذي قبض عليه اول من امس بعد اصابته، وكان اعتنق الفكر التكفيري أثناء تردده على افغانستان. وقالت مصادر امنية في موقع المواجهة ل"الحياة"ان الدمار الذي لحق بالمنازل التي تنقل بينها المطلوبون يؤكد حصول معارك عنيفة بين الجانبين، من خلال الفتحات التي أحدثها التبادل الكثيف للنيران في جدران المباني وآثار الحرائق والفتحات التي احدثها المطلوبون في الجدران من خلال تفجيرها وهم يتنقلون بين المباني. وذكرت ان"المطلوبين استخدموا تكتيكات مختلفة في التعامل مع رجال الامن، اذ كنا نقدر اعدادهم من خلال مصادر النيران فكان اثنان او ثلاثة منهم يبادلوننا اطلاق النار وعندما نبدأ في الاقتحام نجد ان عددهم اكثر مما توقعنا بكثير. وذلك بهدف استدراجنا، لكننا كنا نتعامل معهم وفق خطط معدة بدقة الأمر الذي حصر خسائرنا باصابات خفيفة بعضها تمت معالجته في موقع الحدث".