11 أيلول سبتمبر 2001 يوم وتاريخ. قبل هذا اليوم كان العالم يختلف عمّا بعده. السياسة اختلفت والتاريخ اختلف والجغرافيا والمواقع والحسابات... يوم هو أشبه بمفترق خطر في سيرورة العالم وفي مساره الحضاري! هل هي "نهاية التاريخ" أو بدايته أم نقطة تجمع بين نهاية وبداية؟ أم تراه "صراع الحضارات" بلغ ذروته فسقط رمز العالم الأميركي المعاصر في عقر داره؟ ثم ماذا عن الحرب الأفغانية وسقوط النظام السابق في العراق وانقسام العالم بين أسود وأبيض؟ 11 أيلول هو نكسة للعالم أجمع مثلما هو أيضاً نكسة للعالم العربيّ. وليس من المستغرب أن يتأثر هذا العالم، من المحيط الى الخليج بهذا الانفجار الرهيب الذي تلته انفجارات أخرى ما زالت أصداؤها تدوّي هنا وهناك وهنالك. ثلاثة أعوام مرّت على هذا اليوم التاريخي: كيف عاش العرب هذه الصدمة وكيف يعيشون ذيولها، هل استطاعوا أن يستوعبوها أم أنها ما زالت مدعاة للنقاش وما ينجم عنه من مخاوف وتوهّمات؟ "الحياة" تفتح ملف "العرب بعد 11 أيلول" مركّزة على العلاقات السعودية - الأميركية وفاتحة صفحاتها أمام كتّاب ومفكرين عرب ليقولوا كلمتهم. منذ منتصف تسعينات القرن الفائت وتحديداً منذ تفجيرات العليا في الرياض وتفجير الخبر شرق السعودية سنة 1996، واجهت المملكة العربية السعودية خطر الجماعات الإرهابية، التي كانت تخطط لقلب الموازين في البلاد وقتل كل من يخالف عقيدتها المتشددة، حتى جاءت أحداث 11 أيلول سبتمبر 2001 وما ترتب عليها من إجراءات دولية صارمة في ما سمي "الحرب على الإرهاب"، وهي البداية التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير لتبدأ سلسلة من المواجهات الأمنية الدموية ومعارك كر وفر بين هذه الجماعات والسلطات السعودية. لا يعتبر السعوديون 18 آذار مارس 2003 تاريخاً عادياً، إذ انه البداية الحقيقية لاكتشاف أوكار الإرهاب قريباً من منازلهم وأفكار إرهابية إجرامية تسير مسرى الدم في عقول بعض شبابهم. بدأت القصة الحقيقية عندما كان فهد سعران الصاعدي في منزله في حي الجزيرة شرق الرياض، يصنّع قنبلة يدوية انفجرت فيه ليتناثر جسده أشلاء. هرعت السلطات الأمنية إلى موقع الحادث للتحقيق في تفاصيل الحادث، لكنها فوجئت بأن الأمر كان يهدف إلى إيقاع الأذى وفتح النار على البلاد وأهلها، خصوصاً بعدما ضبطت في احدى غرف المنزل أسلحة وقوالب متفجرة ومواد شديدة الانفجار وقنابل يدوية ورشاشات وبنادق ومسدسات وصناديق ذخيرة ومخازن رشاشات وهواتف متنوعة وبطاقات مزورة، إضافة إلى مبلغ 142 الف ريال. وجاء البيان الذي أعلنت وزارة الداخلية السعودية خلاله أسماء 19 مطلوباً نشرت صورهم وفضحت مخططاتهم الإرهابية في السادس من أيار مايو 2003، بعد ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات والذخائر في حي الجزيرة ليثير صدمة السعوديين نظراً إلى كميات الأسلحة والمتفجرات وأدوات التدمير التي كانت في حوزتهم، ومقدار الدمار الذي كان يمكن أن يلحق بالبلد والمقيمين فيها. وكانت المرة الأولى تبث وسائل الإعلام السعودية بياناً يدعو المواطنين والمقيمين على حد سواء إلى التعاون مع الجهات الأمنية لتتبع هؤلاء الأشخاص واعتقالهم. أيقنت الحكومة السعودية بالخطر الذي يحدق بها والنيات الخبيثة التي ترسمها الجماعات المتطرفة خارج الحدود وتنتدب لها أشخاصاً لتنفيذها داخل المملكة العربية السعودية. وتأكد المجتمع السعودي من خلال الأحداث التي شهدتها البلاد أن الأفكار الشريرة وفدت بالفعل إلى الداخل مما يتطلب حيطة وحذراً. ولكن ما لبثت بعد الارهاب ان ضربت من جديد ليل الاثنين الأسود في 12 أيار 2003، أي بعد ستة أيام من الإعلان عن أسماء المطلوبين أمنياً، عندما فجّر هؤلاء ثلاثة مجمعات سكنية في الرياض يقطنها أناس أبرياء هي: مجمع الحمراء ومجمع أشبيلية ومجمع فينيل توفي، مما أسفر عن سقوط نحو 24 قتيلاً وإصابة أكثر من 200 آخرين بجروح غالبيتهم من السعوديين وبينهم أميركيون واستراليون وكنديون وايرلنديون. السعوديون تألموا أيضاً وكانت الضربة مؤلمة وقاسية على السعوديين وأثارت حفيظة الاميركيين وجاءت عشية زيارة وزير الخارجية الأميركي كولن باول للمملكة. وأعلنت السعودية حينها أنها تتعرض للإرهاب مثلها مثل الولاياتالمتحدة، مشددة على أنها ستعمل على اجتثاث الإرهاب نهائياً، وأعلنت حال الاستنفار القصوى في القطاعات والأجهزة الأمنية ورفعت حال التأهب والاستعداد في صفوف الجنود. وبدأت القوى الأمنية حملة اعتقالات ومطاردات ودهم لكل من يشتبه في تورطه في العمليات الارهابية أو في صلته بالمطلوبين، ووسع الجهاز الأمني نشاطه ليشمل كل المناطق، واستشهد اثنان من رجال الأمن وأصيب عدد آخر فيما فر مطلوبون قيل إنهم اعتقلوا في منطقة القصيم في وقت لاحق. وفي 14 حزيران يونيو 2003، وشهدت قبلة المسلمين، مكةالمكرمة، أولى المواجهات الدموية بين رجال الأمن والمطلوبين في حي الخالدية بالقرب من بيت الله الحرام، انتهت بقتل خمسة واعتقال 12 من المطلوبين في شقة سكنية في الحي، فيما استشهد اثنان من رجال الأمن. ولم يمض يوم حتى اعتقلت السلطات في مواقع مختلفة في أودية مكة وجبالها نحو سبعة أشخاص من الذين شاركوا في موقعة الخالدية وأربع نساء على علاقة بالمطلوبين في منزل في الحي نفسه. وكان يوم 26 حزيران 2003 الأكثر سخونة والشعرة التي قصمت ظهر البعير لفلول المطلوبين عندما أقدم علي عبدالرحمن الفقعسي الغامدي المعروف ب"مهندس تفجيرات القاعدة" في جزيرة العرب، والذي ورد اسمه ثانية في قائمة المطلوبين ال19، على تسليم نفسه إلى مساعد وزير الداخلية محمد بن نايف بن عبدالعزيز ما اعتبر حينه بداية النهاية لتلك الجماعات، خصوصاً أنها فقدت زعيماً ترتكز عليه كثيراً في تنفيذ خططها وصناعة تسليحها. ولم تمض تسعة أيام حتى سقط المطلوب الأول في قائمة ال 19 تركي بن ناصر الدندني بعد مواجهة دموية مع رجال الأمن فجر نفسه خلالها على بوابة مسجد صغير في بلدة صوير في منطقة الجوف وقتل خلالها ثلاثة من رفاقه فيما اعتقل ثلاثة كانوا ينوون تهريب المطلوبين إلى خارج المملكة. وفي الرابع من أيلول 2003 اعتقل المطلوب بندر عبدالرحمن الغامدي في اليمن وسلم إلى السلطات السعودية. وكانت المفاجأة عندما أعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي إحباط عمليات إرهابية وشيكة ضد منشآت ومواقع حيوية في مدن الرياضوالقصيم والمنطقة الشرقية، وضبطت خلالها كميات كبيرة من المتفجرات والأسلحة والذخائر والقذائف ومبلغ 300 ألف ريال وأشرطة تسجيلية تحريضية. ولم تبق بعيدة من الحسابات منطقة القصيم، المعروفة بوجود عدد كبير من المتشددين الدينيين فيها، اذ طوق رجال الأمن إحدى المزارع في بلدة غضى حيث كان بعض المطلوبين. وأسفرت عملية الدهم عن اعتقال بعض أووا الجناة ومقتل ستة من المطلوبين وإصابة واحد، إضافة إلى استشهاد اثنين وإصابة ثمانية من رجال الأمن. وتمكنت القوات الأمنية لاحقاً من اعتقال ثلاثة مطلوبين في جبل ساق وفي منطقة القصيم وأحبطت محاولة تفجير شركة في المنطقة بعد اعتقال الذي كان يحاول صناعة المتفجرات في غرفة نومه، وأعقب ذلك القبض على بعض المشتبه فيهم في الرياضوالقصيم وفي عدد من الاستراحات العشوائية والمزارع وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات والمبالغ المالية. ولم يكن حي السويدي في الرياض بعيداً من الرقابة الأمنية اذ أسفرت المواجهات في هذا الحي عن استشهاد ثلاثة من رجال الأمن واصابة اثنين، فيما فرّ بعض المطلوبين واعتقل أربعة مسلحين. ودهمت قوات الأمن شقة في اسكان مستشفى الملك فهد في جيزان الواقعة على الحدود مع اليمن لمحاصرة أخطر المطلوبين، وهو سلطان جبران القحطاني الملقب ب"زبير الريمي"، والمطارد أيضاً من السلطات الاميركية لانتمائه إلى تنظيم "القاعدة". ولقي القحطاني واثنان معه مصرعهم في 23 أيلول 2003، في حين استسلم اثنان من الخلية نفسها واستشهد رجل أمن وضبطت كمية من الأسلحة والمتفجرات. وتواصلت عمليات الكر والفر بين رجال الأمن والمطلوبين أمنياً في منطقتي الرياضوالقصيم، مما أسفر عن اعتقال عدد من المطلوبين وفرار بعضهم. وفي شهر رمضان المبارك الماضي، توقع الناس توقف المواجهات نظراً لقدسية الشهر الكريم، إلا أن الأجهزة الأمنية أحبطت مخططاً لتنفيذ عمل إرهابي في العاصمة المقدسة، ونتج عن عمليات الدهم اعتقال ستة أشخاص في حين اختار اثنان من المطلوبين الانتحار بدلاً من تسليم نفسيهما وضبطت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر. وفي منتصف شهر رمضان ضرب الارهاب من جديد عندما استهدف تفجير انتحاري مجمع المحيا السكني غرب الرياض، الذي يقطنه عرب ومسلمون مما أدى إلى مقتل 17 مدنياً وإصابة 122 من جنسيات عربية وآسيوية مختلفة. واستخدم المطلوبون في التفجير حركة تمويه بعد دهن السيارة بلون سيارات أحد القطاعات الأمنية ولبس راكبوها اللباس العسكري لتسهيل اختراق نقطة الحراسة على بوابة المجمع. وبعد أيام قليلة تلقى الارهابيون ضربة بعدما أعلن مشايخ التكفير فداحة أخطائهم لتكفيرهم البلاد والعباد. وبدأ التلفزيون السعودي الرسمي بث مسلسل التراجعات بدءاً من علي الخضير وناصر الفهد وأحمد الخالدي لتسفر هذه التراجعات عن تسليم أحد المطلوبين نفسه، ويدعى عبدالله بن عطية السلمي إلى رجال الأمن. وفي صباح أول أيام عيد الفطر المبارك حاصرت القوات الأمنية بعض المطلوبين شرق الرياض، كانوا يخططون للقيام بعمل إرهابي في يوم العيد، وضبطت بعد قتل أحدهم وانتحار آخر صهاريج مملوءة بالمتفجرات وقذائف "آر بي جي" واسطوانات غاز لزيادة القوة التدميرية وأسلحة نارية متنوعة. وبعد يوم واحد أعلن رسمياً اعتقال احد منفذي تفجير المحيا بعدما حددت القوات الأمنية موقع اختباء بعض تلك العناصر والعثور على مواد تفجيرية وأسلحة متنوعة ومبالغ مالية في الموقع نفسه. ووصف المراقبون النشاط الأمني السعودي يوم السادس من كانون الأول ديسمبر بالحدث "غير العادي" واعتبروه "نجاحاً جديداً" للسلطات الأمنية بعد ان تمكنت من التعرف إلى عدد ممن لهم علاقة ببعض المجموعات التي تخطط لأعمال إرهابية. ورصدت مكافآت مالية تراوح بين مليون وسبعة ملايين ريال لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على أحد أو بعض المطلوبين ال26 أو غيرهم أو يحبط عملاً ارهابياً. وكانت القائمة على النحو الآتي: عبدالعزيز عيسى عبدالمحسن المقرن سعودي، راكان محسن محمد الصيخان سعودي، خالد علي بن علي حاج يمني، كريم التهامي المجاطي مغربي، صالح محمد عوض الله العلوي العوفي سعودي، إبراهيم محمدعبدالله الريس سعودي، سعود حمود عبيد القطيني العتيبي سعودي، أحمد عبدالرحمن صقر الفضلي سعودي، سلطان بجاد سعدون العتيبي سعودي، عبدالله سعود أبو نيان السبيعي سعودي، فيصل عبدالرحمن عبدالله الدخيل سعودي، فارس أحمد جمعان آل شويل الزهراني سعودي، خالد جمعان آل شويل الزهراني سعودي، خالد مبارك حبيب القرشي سعودي، منصور محمد أحمد فقيه سعودي، عيسى سعد محمد بن عوشن سعودي، طالب سعود عبدالله آل طالب سعودي، مصطفى إبراهيم محمد مباركي سعودي، عبدالمجيد محمد عبدالله المنيع سعودي، ناصر راشد ناصر الراشد سعودي، بندر عبدالرحمن عبدالله الدخيل سعودي، عثمان هادي آل مقبول العمري سعودي، طلال عنبر أحمد عنبري سعودي، عامر محسن مريف آل زيدان الشهري سعودي، عبدالله محمد راشد الرشود سعودي، عبدالرحمن محمد محمد يازجي سعودي، حسين محمد الحسكي مغربي. وبعد يوم واحد من إعلان قائمة ال26، رصدت الأجهزة الأمنية إبراهيم محمد الريس وتبادلت معه إطلاق النار في إحدى محطات الوقود في حي السويدي غرب الرياض في الثامن من كانون الأول 2003، في أول تعاون ثنائي بين الأمن ومواطن سعودي. وعثرت قوات الأمن في 22 شباط فبراير الماضي، على جثة المطلوب عامر محسن آل زيدان الشهري مدفونة في منطقة بنبان الصحراوية 30 كيلومتراً شمال الرياض بعدما أصيب في تبادل لإطلاق النار في حي السويدي في تشرين الثاني نوفمبر 2003. وفي 15 آذار الماضي، قتل اليمني خالد علي حاج المكنى "أبو حازم الشاعر" الزعيم الثاني للتنظيم وأحد الحراس الشخصيين لزعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن سابقاً، اثناء مواجهة مع قوات الأمن السعودية في حي النسيم شرق الرياض. وفي أيار الماضي، هاجم أربعة متطرفين، وهم شقيقان أحدهما مطلوب دولياً ونجلا شقيقتهما مقر شركة في ينبع الصناعية غرب السعودية، والثلاثة يعملون في الشركة، وقتلوا 5 من الموظفين، وهم أميركيان وبريطانيان واسترالي، وأصابوا باكستانياً وأميركياً وكندياً، وهربوا في اتجاه مجمع سكني لاقتحامه، فاشتبكوا مع قوة تابعة للحرس الوطني وأخرى للأمن، مما أدى الى مقتل جندي، وأصيب بعض رجال الأمن والحرس الوطني، وقتل المهاجمون الأربعة جميعاً. انقاذ أجانب وفي 30 أيار الماضي، أنقذت وزارة الداخلية 41 أجنبياً، وأجلت 201 آخرين حوصروا في مجمع وفندق سكني في الخبر شرق السعودية يسيطر عليه إرهابيون بعدما دهم أربعة متشددين شركات للنفط ومجمعاً سكنياً واستولوا عليها واستخدموا السكان والموظفين دروعاً بشرية ورهائن. وتجاوز عدد القتلى من المدنيين عشرين شخصاً، بينهم أميركي وبريطاني وإيطالي وجنوب أفريقي وسويدي وثمانية هنود وسريلانكيان وثلاثة فيليبينيين ومصري وثلاثة سعوديين، فيما فر ثلاثة من المتشددين وقبض على رابعهم بعد إصابته. وفي الثالث من تموز يوليو الماضي، أعلنت وزارة الداخلية مقتل المطلوبين راكان محسن الصيخان وناصر راشد الراشد اثناء تبادل لإطلاق النار مع رجال الأمن في حي الفيحاء في الرياض في 12 نيسان ابريل الماضي. وفي 22 نيسان الماضي، قتل كل من المطلوبين أحمد صقر الفضلي وخالد مبارك القرشي ومصطفى إبراهيم مباركي، أثناء دهم رجال الأمن أحد المباني في حي الصفا في جدة، فيما فجر المطلوب طلال عنبر العنبري نفسه بقنبلة يدوية عندما حاصره رجال الأمن. وفي 19 حزيران الماضي قتلت الأجهزة الأمنية كلاً من عبدالعزيز المقرن زعيم تنظيم "القاعدة" في الخليج وفيصل عبدالرحمن الدخيل الساعد الأيمن واثنين من زملائهما اثناء محاصرتهم في محطة تعبئة وقود في حي الملز شرق الرياض، بعد إعلان التنظيم عن نحر المقيم الأميركي بول غونسون في الرياض مباشرة. ووجد رأس غونسون لاحقاً في ثلاجة كهرباء في منزل يرتاده المطلوبون أمنياً. وتلا ذلك دهم قوات الأمن منزلاً في حي الملك فهد شمال الرياض، مما أسفر عن مقتل المطلوب عيسى بن سعد العوشن وأحد رفاقه. وشنت الجماعات الإرهابية حملة اغتيالات ضد بعض الغربيين المقيمين في السعودية أسفرت عن مقتل صحافي ايرلندي في "بي بي سي"، واصابة زميله البريطاني، ومقتل ألماني بالرصاص في حي الحمرا في الرياض، إضافة إلى مقتل بريطاني في سيارته. ونجحت السلطات الأمنية في دهم أوكار لهذه الجماعات في احياء الورود والفيحاء والسويدي في الرياض ومدينة بريدةالقصيم، إضافة إلى كشف مخابئ لتجهيز شاحنات مفخخة في بريدة، نتج عنها قتل بعض المطلوبين واعتقال بعض المشتبه فيهم. وأسدل الستار على مهلة العفو التي أصدرها العاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز لمدة شهر، وأعلنها ولي العهد الأمير عبد الله بن عبدالعزيز في 23 يونيو الماضي بإسقاط الحق العام عمن يسلمون أنفسهم من المطلوبين للسلطات السعودية، باستسلام ستة من المطلوبين في قضايا أمنية بينهم واحد من ضمن قائمة ال26 هو عثمان بن هادي العمري، والآخرون هم: صعبان الشهري، خالد عودة الحربي المكنى أبو سليمان المكي والذي شوهد مع أسامة بن لادن في أفغانستان في تسجيل شريط ل"القاعدة"، إبراهيم القايدي الحربي، فوزان ناصر الفوزان وفايز رشيد الدوسري. وكان إلقاء القبض على منظّر الخلايا الإرهابية فارس آل شويل الزهراني أحد أهم المطلوبين في قائمة ال26 في منطقة جبلية مقابل متنزه "أبو خيال" في مدينة أبهاجنوب السعودية في 5 آب أغسطس الماضي، انجازاً امنياً كبيراً خصوصاً بعد انتهاء مهلة العفو الملكي. وتزايد إصرار الزهراني على الفكر التكفيري والتفجيري. ولم يتبق سوى احد عشر شخصاً من قائمة ال26 المطلوبين أمنياً، أخطرهم صالح العوفي القائد المزعوم للتنظيم في السعودية، والمنظر التكفيري عبدالله الرشود. وحققت قوات الأمن السعودية في الأسابيع القليلة الماضية نجاحات كبيرة في مواجهة الإرهاب، إذ اعتقلت عدداً من المطاردين في بعض المناطق السعودية وأحبطت العمليات الإجرامية التي كانوا ينوون القيام بها داخل البلاد. وقالت مصادر أمنية ان السلطات نجحت في الحد من مخاطر العمليات الإرهابية بالضربات التي وجهتها لقيادات رئيسة في "القاعدة"، إما بإلقاء القبض عليهم أو قتلهم في حال مقاومتهم. وما زال عدد محدود من المطلوبين طليقين. ولا تزال وزارة الداخلية تدهم في شكل شبه مستمر عدداً من المنازل والاستراحات والمزارع التي ترصدها سلفاً. وأكد مسؤولون أمنيون ل"الحياة" ان "مهمة مواجهة الإرهاب لن تنتهي حتى يقتلع نهائياً من البلاد ويُقضى على الفكر التكفيري والتفجيري لدى هذه الجماعات المتطرفة". منذ أحداث الإرهاب وخطاب القيادة السعودية تجاه المتعاطفين مع الإرهابيين واضح وصريح، فهو يحذر من الصمت والسلبية إزاء تلك العمليات، ويحذر من اتخاذ الدين مبرراً لتسويغ تلك العمليات تحت أي من مسميات زائفة كالجهاد. وقالت مصادر أمنية مطلعة ل"الحياة" ان نحو 80 في المئة من الخلايا الإرهابية قُضي عليها خلال الفترة الماضية.