وصف الرئيس الفرنسي جاك شيراك يوم أمس بأنه"يوم مهم للبنان"اذ انه شهد"نهاية الوجود العسكري والاستخباراتي السوري على الاراضي اللبنانية طبقاً لذهنية القرار 1559". لكنه أشار الى ضرورة تحقق مراقبي الأممالمتحدة من هذا الانسحاب وتأكيدهم له. جاء ذلك رداً على سؤال"الحياة"التي طلبت من شيراك والمستشار الألماني غيرهارد شرودر التعليق في مؤتمرهما الصحافي المشترك الذي أعقب قمتهما، على الانسحاب السوري وما اذا كانا يعتبران ان القرار 1559 قد نفذ. وقال شيراك انه"ينبغي ان تتبع الانسحاب انتخابات تجرى في أسرع وقت ممكن، معرباً عن قناعته بأن كل اللبنانيين مدركون ضرورة التوصل الى توافق على القانون الانتخابي بسرعة كبيرة، لتتم هذه الانتخابات ضمن المهل الدستورية". ورأى ان هذا سيكون مؤشراً أساسياً للابقاء على ثقة الأسرة الدولية التي سيكون لبنان في حاجة كبرى اليها لإعادة اصلاح وضعه الاقتصادي. وقال شيراك ان هناك أمراً أساسياً آخر يقضي بأن تتم الانتخابات تحت رقابة دولية وان الاتحاد الأوروبي اقترح على السلطات اللبنانية تقديم الوسائل الضرورية لمثل هذه المراقبة لكي تكون الانتخابات على تجانس مع الأسس الديموقراطية. وأشار الى ضرورة ان تتمكن لجنة التحقيق الدولية المكلفة كشف الحقيقة في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري من بدء عملها سريعاً وان تسهل السلطات السورية واللبنانية مهمتها لتتمكن من تقديم تقرير علني في اقصر وقت ممكن. وأيد شرودر ما قاله شيراك، مضيفاً انه شاهد على الدور الذي لعبه الرئيس الفرنسي خلال المشاورات الأوروبية والدولية، في ما يتعلق بالقرار 1559، وايضاً القرار 1595. وقال ان شيراك"لم يكف عن الدفاع عن القرار 1559 كما لعب دوراً ايجابياً جداً على صعيد انشاء لجنة التحقيق الدولية". وأضاف ان ما حدث امس الانسحاب يشكل مفترقاً مهماً ونأمل بأن تستكمل الامور لتعود الديموقراطية الى لبنان مع نتائج اخرى جيدة، يعود الفضل فيها الى العمل الدؤوب للرئيس الفرنسي. وقال البيان المشترك الفرنسي - الالماني الذي صدر في باريس عقب القمة إن البلدين يترقبان باهتمام التقرير الذي سيصدر عن الأمانة العامة للأمم المتحدة حول تطبيق القرار الرقم 1559. وأضاف ان البلدين يعتبران ان تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة"خطوة الى الأمام"، وان على هذه الحكومة العمل وفقاً لما تعهدت به"على تنظيم انتخابات حرة وديموقراطية ضمن المهل المنصوص عليها ووفقاً لقانون انتخابي يحظى بالاجماع". وأكدا ان الاتحاد الأوروبي على استعداد للمشاركة في الاشراف على هذه الانتخابات، وان على لجنة التحقيق الدولية المكلفة الكشف عن ملابسات اغتيال الحريري ان تبدأ عملها بلا تأخر.