دعت القمة الأوروبية التي اختتمت أعمالها في بروكسيل أمس الى تشكيل حكومة لبنانية جديدة تعمل لمصلحة كل اللبنانيين وتتولى تنظيم انتخابات حرة ضمن المهلة الدستورية، كما أكدت ضرورة انجاز انسحاب القوات والاستخبارات السورية بسرعة ووفقاً لجدول زمني محدد. جاء ذلك في بيان أقرته القمة بالاجماع بناء لاقتراح فرنسي، ويعبر مجدداً عن مدى"اليقظة حيال تطورات الوضع في لبنان"، ومدى تمسك الاسرة الدولية ومن ضمنها الاتحاد الأوروبي بالانسحاب السوري واستعادة لبنان حريته وقراره. وأعاد البيان التذكير"بأهمية القرار 1559"، مجدداً تمسك أوروبا"بلبنان السيد المستقل والديموقراطي". وعبر عن تأييد كامل لمهمة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن، وقال ان القمة"تدعو سورية للعمل سريعاً على تطبيق الالتزامات التي حددها الرئيس السوري بشار الأسد في 12 آذار مارس الحالي، بسحب القوات والاستخبارات السورية من لبنان". وأبدى البيان رغبة أوروبا"بتشكيل حكومة لبنانية جديدة سريعاً تكون قادرة على العمل لمصلحة كل اللبنانيين وعلى تنظيم انتخابات حرة وشفافة وعادلة ضمن المهل الدستورية من دون أي دور أو تدخل خارجي". وأكد استعداد أوروبا للمساعدة على صعيد التنظيم الانتخابي الذي يشكل موضوع متابعة واهتمام. وشدد الرئيس الفرنسي جاك شيراك خلال مؤتمر صحافي عقده في اختتام القمة على ضرورة اجراء الانتخابات، مشيراً الى ان ذلك يتطلب وجود حكومة، قد تكون حكومة تقنيين أو حكومة تضم رجالاً ونساء غير مرشحين للانتخابات ويشرفون على تنظيمها. وعلّق على حادثة التفجير في الكسليك بالقول انه يمكن ان يدان أولئك الذين يلعبون سياسة الأسوأ ويسعون للقول ان الفوضى ستعود الى لبنان في غياب سورية. وأبدى شيراك ثقته كاملة بالحركة التي يشهدها لبنان وتزداد اتساعاً يوماً بعد يوم، مشيراً الى انها لا تعبر عن عدائية تجاه سورية بل رغبة بالحرية. وتابع ان"كل ما تتمناه فرنسا هو ان يستعيد لبنان استقلاله ووحدته وديموقراطيته"، مؤكداً ان في هذا الاطار"لا أحد يتهجم على سورية بل يفترض فيها ان تنسحب من لبنان في اسرع وقت، أي ان تسحب قواتها وأجهزتها وقد أقول ان الأهم هو سحب الأجهزة". وأشار شيراك الى ان من غير الممكن تصور اجراء انتخابات حرة وشفافة على أرض محتلة. وجدّد دعوته الى الكشف عن ملابسات اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وتحديد المسؤولين عنها، مرحباً من هذا المنطلق بمهمة المحقق بيتر فيتزجيرالد.