قال الناطق باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون ان جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وعواقبها على لبنان والمنطقة استحوذت على حيز واسع من مدة المحادثات التي اجراها الرئيس الفرنسي جاك شيراك ونظيره الأميركي جورج بوش في بروكسيل. وأضاف بونافون ان البيان الأميركي - الفرنسي الذي صدر حول لبنان يشير الى توافق تام في الرأي بين الرئيسين والى عزم تام على العمل من اجل لبنان حر ومستقل وديموقراطي. وأشار الى ان العناصر الثلاثة الموجودة في هذا البيان تعكس هذا العزم وهي دعم التحقيق الدولي باشراف الأممالمتحدة للكشف عن ملابسات اغتيال الحريري والتنفيذ التام والمباشر للقرار 1559 وضرورة ان تكون الانتخابات التشريعية اللبنانية حرة وباشراف مراقبين دوليين. وذكر ان شيراك وبوش قررا البقاء على اتصال مستمر وان الرئيس الفرنسي اعاد التذكير بالأهمية التي توليها فرنسا لاستقلال لبنان وديموقراطيته. ويظهر البيان الصادر عن الرئيسين عزمهما على الاستمرار في الضغط السياسي والديبلوماسي للحصول على تنفيذ القرار 1559 وعلى تحقيق دولي له صدقية فعلية وعلى انتخابات حرة وشفافة. وقال مصدر مطلع ل"الحياة"ان شيراك وبوش تطرقا الى الانتخابات التي أجريت في المناطق الفلسطينية والعراق وأفغانستان، في اطار تحليلهما للموضوع. وذكر ان بوش سأل عن أفضل طريقة لاخراج سورية من لبنان لأنه عازم كل العزم على تحقيق ذلك. وأضاف ان شيراك الذي يؤيد هذا الرأي، أكد انه ينبغي الدفع والضغط لتنفيذ القرار 1559 لأن الشعب اللبناني يريد الحرية والاستقلال. وتابع المصدر ان الرئيسين أبديا حرصاً وتركيزاً على التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري وأكدا تمسكهما بانتخابات حرة وشفافة تحت مراقبة دولية. ولم يجر خلال اللقاء التطرق الى موضوع العقوبات على سورية لأن شيراك وبوش أملا بالا تصل الأمور الى هذه المرحلة. ولوحظ ان البيان المشترك الأميركي ? الفرنسي حول لبنان لم يأتِ على ذكر سورية بالاسم. وأكدت مصادر اميركية ل"الحياة"ان ما قاله بوش عن ضرورة خروج سورية من لبنان يعبر عن عزم كبير لا عودة عنه للعمل مع شيراك على تحقيق هذا الهدف. بعد ان كانت فرنسا في طليعة التحرك من اجل استقلال لبنان وحريته، تشير بعض المصادر الى ان الولاياتالمتحدة أصبحت بعد اغتيال الحريري في طليعة هذا التحرك. ومن جانبها تبدو فرنسا حذرة بالنسبة الى عدم ربط هذا الموضوع بالصراع العربي ? الاسرائيلي، مثلما هي حذرة بالنسبة الى ضرورة تجنب أي مواجهة مع سورية، بل الاستمرار في الضغط عليها. اما بالنسبة الى الشرق الأوسط، أكد شيراك استعداد فرنسا والاتحاد الأوروبي لبذل كل الجهود لدعم نهج تحويل السلام في المنطقة الى واقع، على صعيد الجهود السياسية والاقتصادية. وأكد شيراك في هذا الاطار ان فرنسا ستشارك في مؤتمر لندن لاظهار دعم الاسرة الدولية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وحثه على المضي في ارساء الديموقراطية والأمن واعطاء منظور سلمي للفلسطينيين.