رسم مسؤولون في قطاع تكنولوجيا المعلومات صورة متفائلة عن تمكن العالم العربي من ردم الفجوة الرقمية مع العالم الغربي في المستقبل القريب، وذلك على خلفية المبادرات التي تبنتها بعض الحكومات في المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية. وجاء هذا التفاؤل مخالفاً لما ورد في تقرير التنمية البشرية، الذي صدر عن صندوق التنمية التابع لمنظمة الأممالمتحدة، من إحصاءات تشير إلى تخلف المنطقة في معدلات المستخدمين لشبكة الإنترنت من مجموع السكان. إذ تبين أن المعدل العربي العام هو نحو 12 في المئة، مع اختلافات كبيرة بين دولة وأخرى، تتراوح بين 34 في المئة في الإمارات، و27 في المئة في قطر و26 في البحرين، و21 في الكويت، و19 في لبنان، و15 في المئة في السعودية. وهناك مجموعة ثانية من الدول العربية تدور معدلاتها حول العشرة في المئة، مثل الأردن وليبيا وتونس ومصر وسورية وعُمان، وثالثة ظلت جهودها محدودة، كالجزائر ستة في المئة، واليمن 2.2 في المئة، والسودان 1.4 في المئة وموريتانيا واحد في المئة. وقال مسؤولون في قطاع تكنولوجيا المعلومات، على هامش مؤتمر القيادات الحكومية العربية، الذي انطلقت أعماله في دبي أمس، ان الجهود التي تقدمها بعض الحكومات في المنطقة في مجال تقنيات المعلومات يدعو إلى"الفخر"، مثل المبادرات التعليمية ومشروع كمبيوتر لكل طالب في السعودية، ومبادرات الحكومة الإلكترونية في الإمارات. وأشار نائب رئيس مايكروسوفت لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا علي فرماوي:"إن بعض الدول العربية مثل الإمارات، باتت نموذجاً يحتذى في مجال التطبيقات التكنولوجية الحديثة، وفتح المجال للاستثمارات الأجنبية ومبادرات الحكومة الإلكترونية"، مشيراً إلى أن الدول العربية في شكل عام، وعلى رغم تأخرها الواضح في ركب التطور التكنولوجي، تتحرك بصورة أسرع من الدول المتقدمة، ولديها فرص كبيرة للبدء من حيث انتهى الآخرون. ولفت إلى ان عدد مستخدمي الإنترنت في المنطقة العربية يبلغ نحو 29 مليون مستخدم، متوقعاً ان يتعدى معدل الاستخدام خلال السنوات القليلة المقبلة ال57 في المئة من عدد السكان البالغ نحو 300 مليون نسمة. مايكروسوفت في المنطقة العربية وأشار إلى ان شركة مثل مايكروسوفت استثمرت اكثر من 20 مليون دولار سنوياً، منذ منتصف التسعينات في المنطقة، لدعم الشراكات المختلفة ومساعدة المبادرات الحكومية ومبادرات التعليم، وهو ما يوزاي 200 مليون دولار خلال عشر سنوات. وحول نشاط مايكروسوفت في العراق أوضح الفرماوي،"أنها تقتصر على 3 محاور رئيسة: الأول، هو دعم المشاريع المتعلقة بالعملية التعليمية، والثاني، الذي لا يزال في بدايته، هو وضع برامج تدريبية للشباب في مجال تكنولوجيا المعلومات، أما المحور الثالث، فيركز على بناء البنية التحتية للتكنولوجيا في العراق. وأكد الفرماوي أن نشاط مايكروسوفت في العراق ليس له أي صبغة تجارية، وأنه طالما أن هناك نوعاً من التدفق المادي، فإن الوقت اللازم لإعادة تطوير العراق على المستوى التكنولوجي سيكون قصيراً. الأبحاث والتطوير عربياً وأعرب عن تفاؤله في شأن موضوع البحوث والتطوير في الدول العربية، في ما يتعلق بالمجالات التكنولوجية، مشيراً إلى أن هذا الجانب يمكن تعويضه بكثرة المبادرات الحكومية ومبادرات الشركات العالمية في المنطقة، إضافة إلى توافر فرص جيدة على مستوى الصناعات المحلية المتوسطة والصغيرة، التي يمكن مدها بالبرامج اللازمة للوصول بها إلى المستوى العالمي، في الوقت الذي استطاعت بعض الشركات في المنطقة العربية بالفعل الوصول إلى هذا المستوى مثل شركي IT Work و"راية"في مصر، و"اسبرطا"و"منهاج"في الأردن، إضافة إلى بعض الشركات في لبنان. ولفت إلى وجود فرص كبيرة في مجال الخدمات التكنولوجية أيضاً، بما تحويه من تدريب واستشارات محلية وإقليمية، مشيراً إلى أن الدول العربية بدأت تتعامل مع قضية التعليم بطريقة صحيحة، ومؤكداً أن نظرة تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأممالمتحدة أخيراً، يمكن أن تكون متأخرة نسبياً عما يحدث بالفعل في المنطقة.