بعد يوم واحد من لقائه الكرادلة وشكرهم لانتخابه خليفة للبابا يوحنا بولس الثاني، التقى البابا بينيديكت السادس عشر الصحافيين الذين تابعوا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية أحداث الفاتيكان إبان احتضار البابا الراحل وقاموا بتغطية مراسم جنازته وانتخابه هو كحبر أعظم جديد، وأعرب لهم عن امتنانه إزاء ما أنجزوه من عمل. وأكتظت صالة الاحتفالات والمناسبات الكبرى في حاضرة الفاتيكان بأكثر من ستة آلاف صحافي وفدوا الى الكرسي الرسولي من مختلف أنحاء العالم. واعتبر البابا الجديد اهتمام أجهزة الإعلام بمجريات الأحداث عامل دعم ومساندة في عمله، وقال:"أشكركم جميعاً لتغطيتكم هذا الحدث التاريخي الذي أبديتم فيه شجاعة كبيرة. أنا أدرك كم كانت تضحيتكم كبيرة بالبقاء بعيداً من أوطانكم وعائلاتكم لأيام طويلة وفي بعض الأحيان في أوضاع صعبة للغاية. أنا ممتن للروحية التي أديتم بها مهامكم". وأضاف:"أشكركم باسمي وباسم الكاثوليكيين الذين يعيشون بعيداً من روما، والذين تمكّنوا من متابعة هذا الحدث العظيم من خلال تغطيتكم". وأعاد البابا بينيديكت السادس عشر إلى الأذهان ما أقرّه المجلس الفاتيكاني الثاني من أهمية للإعلام الذي سيكون احدى أهم وسائله في الصلة مع كاثوليكيي العالم ومسيحييه وأبناء الديانات الأخرى، كما سيكون وسيلة مهمة في مجاراة وحمل الإرث العظيم الذي تركه سلفه، والذي كان واحداً من أبرز نجوم الإعلام في العالم، وتمكّن من إيصال رسالته حتى عندما قسا عليه المرض وأفقده قدرة النطق. على صعيد آخر،أنجزت الاستعدادات لإقامة القداس الأول للبابا الجديد اليوم في الفاتيكان، ويُتوقع أن يصل عدد المشاركين فيه الى أكثر من نصف مليون مؤمن، مئة ألف منهم جاءوا من ألمانيا يتقدّمهم رئيس البلاد هورست كوهلر والمستشار غيرهارد شرودر وعدد كبير من كبار المسؤولين وخصوصاً من مقاطعة بافاريا مسقط رأس البابا. واستعداداً للحدث الكبير أعلنت الحكومة الإيطالية عن إجراءات أمنية مشددة شبيهة بتلك التي طبّقت يوم جنازة البابا يوحنا بولس الثاني. وستغلق سماء روما أمام الملاحة الجوية حتى يوم غد تحسباً لأي اعتداء إرهابي.