ساءت الحال الصحية للبابا يوحنا بولس الثاني مساء امس، مع وقف المضادات الحيوية التي كان يتناولها. واعلن الناطق باسم الفاتيكان جواكين نافارو - فالس ان"الحال العامة وحالة القلب والجهاز التنفسي للحبر الاعظم ازدادت سوءا". وقال في بيان للصحافيين:"لوحظ انخفاض ضغط الدم في الشرايين كما اصبح تنفس البابا ضعيفا". واوضح ان"الحالة السريرية تشير الى مشاكل في القلب والدورة الدموية والكليتين. والمؤشرات البيولوجية اصبحت ضعيفة بشكل ملحوظ". وهكذا بدأت مرحلة صراع مع الموت بعد رحلة طويلة مع المرض. ويتوقع كثيرون ان تنتهي في الساعات المقبلة حياة أول بابا غير إيطالي في الفاتيكان الذي شهد أطول ولايات على أقدم الكنائس في العالم. راجع ص 10 وصلى مسيحيون ومسلمون ويهود، في ارجاء العالم، من اجل البابا، مشيدين بشجاعته ومنجزاته. وسيطر القلق والترقب والصلاة منذ ان تناول البابا مساء الخميس سر مسحة المرضى، وهي الصلاة التي تتلى على المرضى الذين يحتضرون، بحسب التقاليد الكاثوليكية. ويبدو ان البابا ظل محتفظا بكل قواه العقلية، رغم الاعتلال الخطير لجسده. وكان نافارو - فالس اعلن قبل الظهر ان البابا لا يزال واعياً، نافياً ما تردد عن إصابة البابا يوحنا ب"الغيبوبة"، وذلك بدليل انه اصدر قرارات بترفيع بعض الكهنة. وجاء في بيان للفاتيكان ان البابا عين 12 أسقفاً وقبل استقالة ستة آخرين. وانخفض ضغط الدم في شرايين البابا إلى مستويات خطيرة، وسجّل آTخر اختبار أجري له 40 درجة لضغط الدم. وتزامن ذلك مع حمى مرتفعة والتهاب حاد في المسالك البولية، كما تعرض لأزمة قلبية. وأشار أكثر من مصدر طبي الى أن ما تعرّض إليه البابا من فيروسات تبدو عسيرة على العلاج حتى بالمضادات الحيوية. هذا الرجل الذي يعشق التنقل وسافر لمسافة تعادل ثلاثة أضعاف المسافة بين الأرض والقمر وأمضى 571 يوماً خارج الفاتيكان، عاصر الكثير من التغيرات السياسية في العالم، بما فيها سقوط الشيوعية في شرق أوروبا ونهاية نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وهما الحدثان اللذان شارك مشاركة حاسمة في ترجيح كفة الصراع فيهما. كما ان مواقفه اللاهوتية والاخلاقية اثارت الكثير من الجدل داخل الكنيسة وخارجها. قام يوحنا بولس الثاني بجولات خارجية اكثر من اي من الذين سبقوه على الكرسي الرسولي. ولم يمنعه المرض ولا التهديدات بالاغتيال من المضي في نشاطه، وإن باستخدام عربة زجاجية في تنقلاته. وعبّر مستشارو الحبر الأعظم عن تخوفهم من اقتراب نهاية أطول الباباوات حكماً في الفاتيكان. ووصل صباح أمس إلى الفاتيكان أسقف روما الكردينال الإيطالي كاميلو رويني المكلف بحسب القانون الفاتيكاني إعلان وفاة البابا، ما يؤكد الحال الحرجة التي يمر بها البابا. وترافق وصول الكردينال رويني مع حركة توافد غير عادية لكرادلة غير مقيمين في إيطاليا، مع العلم أن انتخاب بابا جديد لن يتم إلا بعد الإعلان الرسمي للوفاة. وألغى سياسيون إيطاليون عدداً من الاجتماعات في المرحلة الاخيرة من الحملات التي تسبق الانتخابات البلدية التي ستجري في نهاية الاسبوع الحالي، مراعاة لحال البابا. وجرى التداول في أسماء الخلف المحتمل للبابا، وأبرزهم الكرادلة الإيطاليان بيونيدجي تيتامانزي 70 عاماً وأنجيلو سولا 63 عاماً والألماني جوزيف راتزينغر. وشهد ميدان القديس بطرس في روما تجمعات للمواطنين الكاثوليك للصلاة من أجل تعافي البابا. وأخذت الكنيسة الكاثوليكية تهيئ أتباعها لوفاة البابا يوحنا بولس الثاني، بدعوتها الكاثوليكيين في العالم إلى"الصلاة من اجل البابا الذي يعيش آخر لحظات حياته". وتجاوب معها جميع مسيحيي العالم، خصوصا في فرنسا وإسبانيا وبولندا ونيوزيلندا وفلسطين والهند والفيليبين.