تابع الكاثوليك في أنحاء العالم بقلق أمس، الانباء عن تدهور الحال الصحية للبابا يوحنا بولس الثاني البالغ من العمر84 عاماً، بعدما تعرض لصدمة وانهيار في الدورة الدموية ووظائف القلب، فأقامت كنائس الدولة المختلفة الصلاة من أجله. ونفى الناطق الرسمي باسم حاضرة الفاتيكان جواكين نافارّو فالس الأنباء التي ترددت حول إصابة البابا يوحنا بولس الثاني ب"الغيبوبة"إثر تدهور خطير في حاله الصحية منذ مساء الخميس، وشدد فالس في المؤتمر الصحافي الذي عقده متنصف نهار اليوم الجمعة لمرات عدة على أن"البابا في كامل وعيه وطلب من مساعديه أن يقرأوا له المحطات الأربع عشر لطريق الآلام". وكان تأكيد فالس على ذلك بمثابة نفي قاطع لما كانت محطة تلفزيونية إيطالية بثته حول"الغيبوبة". وأضاف فالس أن البابا استقبل في غرفة نومه أقرب مساعديه يتقدمهم أمين الدولة الكاردينال آنجيلو سودانو والأسقف المساعد لمدينة روما الكاردينال كاميلّو رويني الذي ينوب عن البابا الذي يُعتبر في عرف الكنيسة أسقف روما بنفسه. وكانت الساعات الأخيرة شهدت تدهوراً مطّرداً وخطراً في الحال الصحية للبابا. وفيما أكد الناطق الرسمي باسم حاضرة الفاتيكان جواكين نافارّو فالس الأنباء التي ترددت منذ ليل البارحة حول الانتكاسة الخطرة التي تعرّض لها البابا، أشارت مصادر مقرّبة من الفاتيكان إلى أن ضغط الدم في شرايين البابا هبط إلى مستويات خطيرة، إذ سجّل آخر اختبار أجري له 40 درجة لضغط الدم، ما أثار القلق الشديد لدى الأطباء. وتزامن انخفاض ضغط الدم الحاد مع حمى مرتفعة والتهاب حاد في المسالك البولية، كما تعرض لأزمة قلبية. وأشار أكثر من مصدر طبي أن ما تعرّض إليه البابا من فيروسات تبدو عسيرة على العلاج حتى بالمضادات الحيوية. ونقلت وكالة الأنباء النمسوية إي بي إي عن كاردينال فيينا كريستوف شينبورن قوله إن البابا"يقترب مما يمكن لأي شخص ان يرى ... نهاية حياته". خلفاء محتملون وجرى التداول في أسماء الخلف المحتمل للبابا، وأبرزهم الكرادلة الإيطاليان بيونيدجي تيتامانزي 70 عاماً وأنجيلو سولا 63 عاماً والألماني جوزيف راتزينغر، بينما اعلن الفاتيكان لائحة تتضمن تعيين 11 اسقفاً جديداً وسفيراً بابوياً، إضافة الى استقالات كان البابا يوحنا بولس الثاني وقعها قبل انتكاسة وضعه. صلوات حول العالم ودعا رئيس مؤتمر الأساقفة في فرنسا جان بيار ريكار جميع الكاثوليك الفرنسيين إلى الصلاة من أجل البابا. وناشد ريكار، وهو أيضاً كبير أساقفة بوردو الكاثوليك إلى قضاء"هذه الساعات من الانتظار والمعاناة والأمل"في الصلاة. وكان كبير أساقفة باريس أندريه فان تروا دعا الكاثوليك في وقت سابق إلى الصلاة من أجل البابا. إلى ذلك، شجع الكثير من زعماء الكنائس الإسبان المسيحيين على الصلاة من أجل البابا، في الدولة التي تهيمن عليها غالبية من الكاثوليك. وقال بروليو رودريغث رئيس الأساقفة في مدينة فالادوليد إن البابا"ساعدنا على أن نعيش ديانتا بكرامة وهي الديانة العصرية التي تتمتع بحيوية في هذا العالم". وشارك الكاثوليك في صلوات خاصة في أوكلاند أكبر المدن في نيوزيلندا، وفي مدينة ويلينغتون العاصمة، في الوقت الذي يذيع فيه التليفزيون والإذاعة نشرات منتظمة من الفاتيكان. وبالتزامن مع ذلك، أعلن دينيس براون كبير الأساقفة الكاثوليك في نيوزيلندا أن الكاثوليك في أنحاء العالم لا يريدون أن يروا البابا يعاني لفترة أطول، وأضاف:"كان البابا رائعاً طوال الستة والعشرين عاماً التي قضاها على كرسي البابوية". وفي الهند، أقامت جمعية تبشيرية خيرية أسستها الأم تيريزا في مدينة كالكوتا صلوات خاصة للبابا يوحنا بولس الثاني. وقالت الراهبة نيرمالا المشرفة العامة على الجمعية"حتى ونحن نرافق البابا في مرضه بأفكارنا وصلاتنا، فإننا واثقون من القدر الكبير من العناية التي من المؤكد أنه يتلقاها من الله". وهناك نحو 17 مليون كاثوليكي في الهند. وقال جون دايال من الاتحاد الكاثوليكي لعموم الهند"هناك صلوات خاصة في كل أبرشية كاثوليكية في كل كنيسة". الاراضي المحتلة كذلك في الأراضي المحتلة، تابع مسيحيو القدس وبيت لحم بقلق وحزن الأنباء عن تدهور صحة البابا الذي ترك في نفوسهم ذكريات لا تنسى عندما أتى حاجاً إلى الأراضي المقدسة في آذار مارس 2000، في مطلع الألفية الثالثة. وقال ناطق باسم بطريركية اللاتين في الأراضي المقدسة"دعونا الكهنة والمؤمنين في الابرشية للصلاة من اجل صحة الأب الأقدس"، مشيراً إلى تلقي البطريركية عدداً كبيراً من الاتصالات القلقة على البابا. وفي بيت لحم جنوبالضفة الغربية، نظمت الرعايا الكاثوليكية صلوات خاصة من اجل البابا ووضعه الصحي. وقال أحد الكهنة"نحن نتابع الأخبار في شكل متواصل ونحن شديدو القلق". ويجمع هذا الكاهن مع مجمل مسيحيي فلسطين على العرفان لموقف البابا الرافض"لهجرة المسيحيين إلى خارج فلسطين والمشجع للحجاج"للمجيء إلى بيت لحم. ويتسمر سكان بيت لحم التي شهدت ولادة السيد المسيح بحسب الاناجيل، وفي مدينة القدس القديمة، أمام شاشات التلفزة يرقبون أخبار البابا في الفاتيكان. ويقدر عدد الكاثوليك في إسرائيل والأراضي الفلسطينية بمئة ألف ومعظمهم من اللاتين الذين يترأسهم البطريرك ميشال صباح، إضافة إلى الروم الملكيين الكاثوليك. وهنالك 4500 كاثوليكي في القدس الشرقية معظمهم في الحي المسيحي. اجراءات وتقاليد في حال وفاة البابا عادة ما يعقب خبر وفاة بابا الفاتيكان مزيج من التقاليد القديمة والأعراف الحديثة. فالشخص الذي يتولى إصدار شهادة وفاة البابا هو حاجب الكنيسة الرومانية المقدسة كاميرلينجو. ويشغل هذا المنصب حالياً الإسباني إدواردو مارتينز سومالو. وفي الماضي، كان الحاجب في حالة وفاة البابا ينقر جبهة البابا نقراً خفيفاً بمطرقة فضية ثلاث مرات، ثم ينادي على اسمه ثلاث مرات. ولكن هذا التقليد ألغي بموجب الإصلاحات الكنسية التي اقترحها مجلس الفاتيكان الثاني في ستينات القرن العشرين. وعلى رغم ذلك، يتوقع أن يستخدم الحاجب مطرقة فضية في تدمير الخاتم البابوي والأختام البابوية، ليسدل الستار على فترة حكم البابا المتوفى. كما يتطلب من الحاجب أن يغلق غرف البابا الخاصة ومكتبه إلى حين انتخاب البابا التالي. أما الإعلان الرسمي عن وفاة البابا، فيدخل ضمن مسؤوليات نائب أسقفية روما الذي يتولاه حالياً الكاردينال الإيطالي كاميلو رويني. ويتولى مجمع الكرادلة إدارة أمور الكنيسة اليومية، ولا يسمح له بأن يتخذ قرارات بعيدة المدى كما لا يحق له تغيير أي قرار اتخذه البابا المتوفى أو تغيير قوانين انتخاب خلف له. ويبرز عدد من الشخصيات المهمة في حكومة الفاتيكان خلال الفترة الانتقالية، بينهم الحاجب ورئيس مجمع الإيمان الكاردينال جوزيف راتزينجر. وتستمر مراسم الحداد على البابا المتوفى مدة تسعة أيام. وبعد عرض جثمانه في نعش في ساحة القديس بطرس، تقام جنازة مهيبة بعد ثلاثة أيام من وفاته. وبعد نحو 15 إلى 20 يوماً من وفاة البابا، ينتخب البابا الجديد. وتجرى عملية الانتخاب التي يحضرها نحو 117 أو 118 كاردينالاً في كنيسة سيستين. صاحب الولاية الأطول على رأس الكنيسة الكاثوليكية عندما اختير البولندي كارول فويتيلا لتولي البابوية عام 1978، لم يتوقع كثيرون أنها ستمتد كل هذه المدة وستشهد أحداثاً مثيرة، فولايته هي ثالث أطول ولاية بابوية في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الممتد منذ عشرين قرناً. ولم يتفوّق عليه على مدار الألفيتين الماضيتين سوى اثنين، هما القديس بطرس أبرز تلاميذ السيد المسيح بين 34 و37 عاماً والبابا بيوس التاسع الذي اختير رأساً للكنيسة عام 1846 واستمر فيها 31 عاماً. عاصر البابا يوحنا بولس الثاني، كما سمّى نفسه، الحرب العالمية الثانية وقاوم نظامي النازية والستالينية الشموليين، وأسهم في سقوط جدار برلين. وكان سياسياً بقدر ما كان زعيماً روحياً. ألقى عشرة آلاف خطاب وأصدر 14 رسالة بابوية. وتميز بأنه حمل الكنيسة على التطرق إلى جميع المواضيع تقريباً، من العقائد الايديولوجية والأنماط الاقتصادية والمسائل الاجتماعية إلى مشكلة العنصرية والقضايا البيئية والثورات الشعبية وحروب الشوارع. لم تتكلل جميع مساعي رئيس الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان - أقدم منظمة دولية متبقية على قيد الحياة في أصغر دولة ذات سيادة - للسلام بالنجاح. إذ عصت عليه قضية الشرق الأوسط، ثم اضطر لمواجهة حروب ما بعد 11 أيلول سبتمبر 2001، كما أخفق في منع أفريقيا من الغرق في النزاعات والفقر والإيدز. أثار يوحنا بولس الثاني انقسامات بين الكاثوليكيين أكثر من أي بابا آخر، واعترض الكاثوليكيون الليبراليون على الحظر الذي فرضه على رسامة كهنة من السيدات واستخدام موانع الحمل وزواج المثليين. لقي انتقادات الدول المتقدمة لتطبيقه على قضايا الإيمان والأخلاقيات الأسلوب الصارم نفسه الذي ساعده جيداً في مواجهة الشيوعيين والمحافظة على الكنيسة الكاثوليكية حية في مسقط رأسه بولندا. وّبخ صحافيين استراليين ذات مرة عندما سألاه إذا كان يستمتع بالنظر من النافذة حتى ينقضي الوقت أثناء الطيران فوق الصحراء الأسترالية، وأجاب:"أنا لا أقوم بجولة سياحية وإنما أقرأ وأتأمل". نشأته قدّر للطفل كارول فويتيلا ابن قرية فادوفيتش في جنوب بولندا أن يصبح أصغر بابا يتولى المنصب في القرن العشرين. وتلقى لوليك كما كان يلقب في طفولته وشقيقه الأكبر إدموند 1906-1932 تربية عسكرية في كنف والدهما كارول الذي كان ضابط صف في فوج المدفعية السادس والخمسين في جيش الأمبراطورية النمسوية -المجرية، وتوفيت والدته إيميليا وهو في التاسعة من العمر. عشق الرياضة وأحب التمثيل والمسرح، درس اللاهوت سراً خلال الحرب العالمية الثانية والاحتلال النازي لبولندا، واضطر للاختباء عام 1944 بعد حملة ضد التعليم الديني تسببت في اعتقال العديد من أصدقائه. وبعد الحرب العالمية الثانية، رسم فويتيلا كاهناً وأصبح عام 1964رئيس أساقفة كراكوف، ثم كاردينالاً بعد ذلك بثلاث سنوات. وجاء اختياره غير متوقع لتولي البابوية عام 1978، ولم يكن قد تجاوز الثامنة والخمسين من عمره، فأصبح أول بابا غير إيطالي منذ 450 عاماً. رشح مطلع العام الجاري لجائزة نوبل للسلام، إلى جانب وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول والرئيسان الأوكراني فيكتور يوتشينكو والجورجي ميخائيل ساكاشفيلي والمغني الإيرلندي بونو والرئيس التشيخي السابق فاتسلاف هافيل. جولات عاصر الكثير من التغيرات السياسية في العالم، بما فيها سقوط الشيوعية في شرق أوروبا ونهاية نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. واعتبر أكثر بابا يقوم بجولات خارجية في التاريخ، بحيث زار أكثر من مئة دولة في زيارات كان يسميها"رحلات حج"لتشجيع رعيته وتطويب قديسين جدد. هذا الرجل الذي يعشق التنقل سافر لمسافة تعادل ثلاثة أضعاف المسافة بين الأرض والقمر وأمضى 571 يوماً خارج الفاتيكان. وحدها روسيا والصين وفيتنام لم تطأها قدماه، الأولى لمعارضة كنيستها الأرثوذكسية المتشددة زيارة البابا، والثانية التي أقامت كنيسة مستقلة باسم"الكنيسة الكاثوليكية الوطنية"التي لا تتبع الكرسي البابوي في روما. وشهدت نشاطات الكرسي الرسولي في عهد يوحنا بولس الثاني أصداء إعلامية كبيرة. فكان يجذب حشوداً غفيرة في كل تنقلاته. وقد قام بمئة وأربع رحلات إلى الخارج زار خلالها 129 بلداً، كما كانت جموع كبيرة تحتشد للمشاركة في الاحتفالات والقداديس التي تقام في ساحة القديس بطرس لإعلان طوباويين وقديسين، وأعلن حتى اليوم 482 قديساً و1338 طوباوياً. الجدير ذكره أن بولندا كانت أولى الدول التي زارها البابا والتي كانت حينها تخضع للحكم الشيوعي. وتردد إليها تسع مرات آخرها عام 2002، في زيارة اعتبرها كثيرون وداعية لوطنه الأم. حذّره مستشاروه من أن نفوذه المتنامي سيجعله هدفاً للاغتيال، إلا أن ذلك لم يقلل من ظهوره في شكل عام. وتعرّض في 13 أيار 1981 إلى إطلاق نار وأصيب برصاص مأجور تركي يدعى محمد علي أقجا، في ساحة القديس بطرس أثناء طوافه في سيارته الخاصة وسط الجماهير. وبعد فترة طويلة من التعافي التقى البابا القناص في سجنه وصفح عنه. وفي أيار 2000 كشف الفاتيكان عن أن ثلاثة أطفال في البرتغال شاهدوا في عام 1917 رؤية تنبأت بمحاولة الاغتيال. وأطلق على ذلك السر"ثالث أسرار فاطمة". وبقي الأمر طي الكتمان ولم يكشف عنه حتى زيارة البابا ضريح فاطمة. أما أخطر رحلاته على الإطلاق فكانت إلى جمهورية السلفادور عام 1992 وأنغولا التي مزقتها الحرب العام ذاته. واضطر البابا إلى إلغاء رحلة مرة واحدة فقط قبل أربع وعشرين ساعة من سفره، وكانت الرحلة إلى سراييفو في أيلول سبتمبر 1994 وعوض البابا الرحلة في وقت لاحق. وإلى جانب ذلك تلقى البابا تهديدات بالقتل كان آخرها في حزيران يونيو 2003 في كرواتيا. وفي سبتمبر 1995 زار البابا جنوب أفريقيا وظهر في جوهانسبورغ إلى جانب نيلسون مانديلا، أول رئيس أسود للبلاد. أجريت له جراحة في الفخذ في نيسان أبريل 1994، وسقط مغشياً عليه خلال زيارة لفرنسا عام 1996، لكنه واصل رحلاته بشكل مكثف، وزار لبنان عام 1997. كما زار كوبا في كانون الثاني يناير 1998، حيث استقبله الرئيس فيديل كاسترو، الزعيم الشيوعي للبلد الكاثوليكي تقليدياً. وخلال جولة للأماكن الدينية في عام 2000 تزامناً مع انقضاء الألفية الميلادية الثانية، وقف البابا على جبل نبو غرب عمان في الأردن، حيث يعتقد المسيحيون بأن موسى لمح من بعيد أرض الميعاد للمرة الأولى، وسار على خطاه في جبل سيناء في مصر. ولأنه ينظر لنفسه على أنه حاج يسير على خطى المسيح، أقام البابا القداس في القدس وبيت لحم والناصرة. وفي أيار 2001، زار البابا أحد المساجد في دمشق ليكون أول بابا كاثوليكي يقوم بهذه الخطوة في التاريخ. وخلع خفيه عند الباب تماماً كما يفعل أي مسلم. أعرب عن تعاطفه مع محنة الفلسطينيين، كما عبّر عن حزن الكنيسة للاضطهاد المعادي للسامية الذي ارتكب ضد اليهود.وضع جدولاً مرهقاً لعام 2000، وصمم على تزعم المراسم الخاصة ب"سنة اليوبيل"الكاثوليكية. واحتفل البابا في الشهر الذي تلا ذلك بعيد ميلاده الثمانين. وأعرب عن معارضته لحرب العراق عام 2003. أما آخر رحلاته الخارجية، فكانت رحلة حج إلى قرية لورد الفرنسية في آب أغسطس 2004. تحدي المرض تحدى البابا المرض لسنوات طويلة، ودأب على الخروج في كل مرة مصراً أكثر من السابق على الاستمرار في عمله، ومعتمداً على مقولة أطلقها ويقول فيها إن الكنيسة تدار من الرأس وليس من الرجلين. وعلى رغم داء شلل الرعاش والتهاب المفاصل وسرطان في الأمعاء وكسرين في الكتف وعظمة الفخذ، بقيت حواس البابا يوحنا بولس الثاني متيقظة، ليؤثر مرضه فقط على قدراته البدنية. وبين الخوف على صحته من المرض ومن محاولات الاغتيال نظراً إلى النشاط المفرط ونقل عجوز ضعيف يرفض أن يؤثر الوهن الذي أصابه بسبب التقدم في السن على مهمته في الحياة، تحولت العربة المتنقلة إلى عنصر مهم في تاريخ البابوية. وأمكن للبابا الوقوف داخل العربة المحاطة بالزجاج المضاد للرصاص، حيث تشاهده الحشود ويبادلها التحية. بدأت حكاية البابا مع المستشفيات في أيار 1981، إثر قيام التركي محمد علي أقجا بإطلاق النار عليه في ميدان القديس بطرس.