أفادت مصادر مطلعة ان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة اتفق مع العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال اجتماعهما في الجزائر الأسبوع الماضي على"برنامج"لتسوية الخلافات بين البلدين. وقالت ان ملف النزاع في الصحراء الغربية"حُيّد"عن اللقاء الذي دام ساعتين، الخميس الماضي، في إقامة الضيافة للعاهل المغربي في منتجع الرئاسة في زرالدة 35 كلم غرب العاصمة. وقال مصدر ديبلوماسي ان بوتفليقة ومحمد السادس بحثا في اللقاء الذي عقد على انفراد ومن دون حضور وزراء البلدين، في ملفات الخلافات الثنائية في ضوء"المصاعب"التي لا تزال تعرقل عمل اللجان الوزارية المشتركة، وقررا أن يفصلا معاً في لقاء يعقد بينهما قريباً في ملفات الخلاف المتعددة والتي يجري حصرها وفق"أجندة"تُعد بالتشاور بين الطرفين. وأضاف ان زعيمي البلدين أكدا رغبتهما في معالجة القضايا الخلافية التي يستعصي على الوزراء معالجتها مع إعطاء الأولوية لعمل اللجان المشتركة لرسم معالم"العهد الجديد"بين البلدين. وتردد أمس أن الرئيس الجزائري سيزور رسمياً المغرب منتصف نيسان أبريل المقبل، في خطوة لافتة لتأكيد استعداد البلدين لتجاوز الخلافات بعد الزيارة التاريخية التي قام بها ملك المغرب إلى الجزائر. ولم يمكن الحصول على تأكيد أو نفي فوري من رئاسة الجمهورية أو وزارة الخارجية لنبأ الزيارة. وذكر أحد المهتمين بالشأن المغاربي ل"الحياة"، أمس، ان أي زيارة سيقوم بها بوتفليقة قريباً إلى المغرب"ستدخل البلدين في عهد جديد"، لافتاً إلى وجود رغبة من جانب الجزائر لتأكيد سعيها إلى"تطبيع العلاقات"مع المغرب. وينتظر المغاربة من الجزائريين اتخاذ سلسلة من الإجراءات أبرزها إلغاء التأشيرة التي لا تزال تفرض من جانب واحد على المغاربة بعد قرار الملك محمد السادس رفعها قبل سنة على الرعايا الجزائريين. كما يُنتظر صدور قرار بفتح الحدود البرية بين البلدين لإنعاش النشاط الاقتصادي في المناطق الشرقية للمغرب والتي تعرف حال ركود كبيرة. لكن الجزائر تعتبر هذه الملفات"سيادية"وتشترط أن يتم الفصل فيها ضمن"لجان ثنائية"يتم فيها بوضوح تحديد مسؤولية كل طرف. وقال مراقبون ان تأكيد الملك محمد السادس حضوره قمة الجزائر قبل أي رئيس دولة عربية ثم زيارته بعد ذلك لبعض شوارع العاصمة الجزائرية"رسالة تعكس وجود رغبة في الرباط لطي صفحة الماضي". علي صعيد آخر، قال مصدر رسمي ان وزارة الشؤون الخارجية استدعت، الثلثاء، مسؤولاً بارزاً في القنصلية الأميركية وطلبت منه"تقديم توضيحات"في خصوص ملابسات وفاة الجزائرية حسيبة بلبشير في مركز الاحتجاز التأديبي"ماك هنري"في شيكاغو ولاية ايلينوي الأميركية. وكانت صحف محلية أثارت تساؤلات حول وفاة الجزائرية بلبشير وانتقدت صمت السلطات إزاء الحادث.