ثلاثة أحداث جديدة في عالم كرة القدم تعيشها اوكرانيا، التي استقلت عن الاتحاد السوفياتي عام 1991 وانضمت الى الاتحاد الدولي عام 1992. منتخب أوكرانيا - المصنف 46 عالمياً - يتصدر بجدارة المجموعة الثانية في التصفيات الاوروبية المؤهلة لكأس العالم 2006 في المانيا، ورصيده 17 نقطة في 7 مباريات وسجله خال من الهزائم، ويتقدم بفارق 3 نقاط عن اليونان بطلة أوروبا، و5 نقاط عن تركيا ثالث كأس العالم الاخيرة و8 نقاط عن الدنمارك الضيف الدائم لبطولتي كأس العالم وأمم اوروبا.ويحتاج منتخب اوكرانيا للفوز فقط في مبارياته الثلاث التي يخوضها على ارضه ضد كازاخستان - وهي سهلة - وتركيا وألبانيا... والنقاط التسعة تمنحه مقعداً مضمونا بنسبة 100 في المئة في مونديال 2006، ويمكن للاوكرانيين ان يؤكدوا تأهلهم في لقائهم ضد جيورجيا خارج ملعبهم، والمباراة الوحيدة التي تبدو صعبة للغاية ستكون امام اليونان في اثينا. وكان المنتخب الاوكراني محظوظاً للغاية في مباراته الاخيرة في كييف بفوزه على ضيفه الدنماركي 1- صفر، وفرض الضيوف سيطرتهم وتفوقهم التام واهدروا الفرص بالجملة، بينما استغل مهاجم باير ليفر كوزن الالماني اندري فورنين الفرصة الوحيدة التي لاحت له وسجل هدف اوكرانيا الغالي. والحدث الثاني الجديد على اوكرانيا - وربما على الكرة العالمية ايضاً - هو الحكم القضائي الذي حصل عليه المدير الفني للفريق اوليغ بلوخين، بالاحتفاظ بمنصبه على رأس الجهاز الفني مع احتفاظه بمقعده البرلماني ممثلا للحزب الاجتماعي الديموقراطي، وكان البرلمانيون من الحزب المعارض طالبوه بالتخلي عن مقعده البرلماني تنفيذاً للقانون الذي يحول دون عمل عضو في المجلس خارجه، وتقدم بلوخين بالفعل باستقالته من تدريب المنتخب مفضلاً العضوية السياسية في البرلمان، ولكنه تضامن مع اتحاد كرة القدم المحلي في اقامة دعوى قضائية للحصول على حقه في قيادة منتخب بلاده، وجاء الحكم في مصلحته ولكن بشرط عدم تقاضي أي أموال عن عمله مع المنتخب. وهكذا اصبح بلوخين اول مدير فني في تاريخ اوروبا الحديثة - بعد الاحتراف - لا يتقاضى راتباً عن عمله الصعب والشاق والناجح، على رغم ان اقرانه في الدول الاخرى يحصلون على رواتب تتخطى 5 ملايين يورو سنوياً، ويرى بلوخين ان الوصول الى نهائيات كأس العالم 2006 سيكون اغلى ثمناً واكبر وقعاً من اي راتب في اي مكان في العالم، ولم يسبق لاوكرانيا التأهل مطلقاً الى نهائيات كأس العالم او بطولة اوروبا، وخرجت من الدور الاخير للتصفيات على يدي كرواتيا في 1998 والمانيا في 2002. اوليغ بلوخين كان النجم الاشهر في الكرة السوفياتية في السبعينات، ونال الكرة الذهبية لأحسن لاعب في اوروبا عام 1975، وقاد ناديه دينامو كييف للفوز بكأس الكؤوس الاوروبية عامي 75 و1986. ويعتمد بلوخين في تشكيلته على مجموعة كاملة من النجوم المحليين اكثرهم من ناديي دينبرو بيترو فسك ودينامو كييف، واندية كريليا سوفيتوف وشاخيتور دونتيسك وساتورن رامنسكوس وشيرنو مورتس اوديسا، ومحترفين فقط من باير ليفر كوزن الألماني وميلان الايطالي.وكل لاعبي المنتخب غير معروفين او مشهورين في الساحة الاوروبية باستثناء العملاق اندري شيفيشينكو الفائز بالكرة الذهبية لاحسن لاعب في اوروبا للعام 2004، وغاب النجم الاول عن مباراة الدنمارك الاخيرة لاصابته بكسر في عظمة الوجه. الحدث الثالث في الكرة الاوكرانية هو الاهتمام غير المسبوق من رئيس الدولة بالفريق، ويحرص الرئيس الجديد فيكتور يوتشينكو على حضور كل مباريات المنتخب داخلياً وخارجياً، واصطحب معه شيفيشينكو في مقصورته الشرفية في المباراة الاخيرة، وهو يلبي للمدرب واللاعبين كل طلباتهم ويتصل بأعضاء اتحاد الكرة باستمرار .