كرّت سبحة الفضائح السياسية المحيطة بمرشح البيت الأبيض لتولي منصب سفير أميركا لدى الأممالمتحدة جون بولتون. وتصدرها أمس، إخفاؤه معلومات"مصيرية"عن وزيرة الخارجية الحالية كوندوليزا رايس وسلفها كولن باول، عندما كان مسؤول شؤون الحد من التسلح في الخارجية الأميركية. وتخوف البيت الأبيض من تداعيات هذه المعلومات على جلسة التصويت للجنة العلاقات الخارجية المقررة اليوم، فيما تبدو اللجنة مقسومة بشأن منحه الثقة والحفاظ على الأولوية الحزبية أو حجبها عنه انطلاقاً من مبدأ الشفافية والمحاسبة. ونقلت صحيفة"واشنطن بوست"أمس، عن مصادر رسمية عملت مع بولتون في السنوات الأربع الماضية، أن الأخير تعمد إخفاء معلومات استخباراتية عن مسؤوليه، في شأن الاستراتجية الأميركية الخاصة بالتعامل مع الملف الايراني. وأشارت الصحيفة إلى أن بولتون امتنع عن إعطاء معلومات محورية غداة اجتماع باول بأعضاء مجلس الأمن في تشرين الأول أكتوبر 2003، ودخل في تراشق كلامي مع نائب وزير الخارجية السابق ريتشارد آرميتاج. وشككت التقارير بولاء بولتون المتأرجح بين كونه موظفاً في الخارجية من جهة، وأحد أبرز المقربين من نائب الرئيس ديك تشيني وخط المحافظين الجدد البارز في مكتب نائب الرئيس، والمتعارض مع خط باول حول الشأن الايراني، والداعي إلى سياسة أكثر تشدداً مع طهران. وبرز غياب اسم كولن باول عن لائحة الوزراء الخارجيين السابقين الداعمين لترشيح بولتون للأمم المتحدة، والتي سبقت جلسات الاستماع. واستجدت الخلافات مع وصول رايس الى الخارجية وقبيل رحلتها الأوروبية الأولى في مطلع العام والتي امتنع فيها بولتون عن تزويدها بالمعلومات المطلوبة في شأن خلاف الادارة مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمود البرادعي.