يثير كتاب نائب الرئيس الاميركي السابق ديك تشيني "في زمني" ضجة كبيرة في الولاياتالمتحدة بعد أن تسبب في تعليقات غاضبة من وزيرالخارجية الأسبق الجنرال كولن باول ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس وعشرات آخرين من المسؤولين السابقين. وكان تشيني قد انتقد زميليه السابقين في كتابه مما دفع باول إلى القول إن نائب الرئيس وجه "ضربات رخيصة" إلى من اختلفوا معه ودفع رايس إلى القول إنها ترفض رواية تشيني التي "تنقصها الدقة والموضوعية" حسب قولها. بيد أن الرئيس جورج بوش تجنب انتقاد الكتاب مكتفيا بالقول "إنني سعيد لأن أفرادا في عائلتي (السياسية) يروون من جانبهم قصة الكيفية التي خدموا بها الوطن. لقد فعلت الأمر نفسه في كتابي". وقال بوش إن الأمر يتطلب مرورأعوام قبل أن يقدم التاريخ تقييما موضوعيا لإدارته. وكان تشيني قد أعلن في مقابلة تلفزيونية سابقة عن السبب في إصداره لكتابه أنه يريد أن يشرح لأحفاده السبعة لماذا فعل ما فعل وذلك في وجه محاولات تشويه سنواته في البيت الأبيض. وكان تشيني قد انتقد رايس واصفا أفكارها بالافكار الساذجة وذلك فيما يتصل برغبتها في التفاوض مع كوريا الشمالية حول نزع سلاحها النووي. فضلا عن ذلك فقد انتقد تشيني باول بسبب ما وصفه بتسريب معلومات بشأن حرب العراق من شأنها الإضرار بسياسة بوش تجاه حرب العراق. وألمح تشيني إلى أن باول كان يشكك في الحرب العراقية قبل شنها وأنه تصدى مرارا لمستشاري البيت الأبيض بهذا الشأن. كما انتقد تشيني مديرالمخابرات المركزية الأسبق جورج تينيت الذي قدم استقالته عام 2004 "تاركا الرئيس وحده وهو أمر لم يكن منصفا للرئيس" حسب قوله. وأشاد تشيني بالرئيس بوش واصفا إياه بأنه رئيس قوي ومصمم على الرغم من أنه أشار إلى نقاط اختلاف مع الرئيس كما حدث في حالة دعوة نائب الرئيس لقصف موقع نووي سوري ورفض كل مستشاري الرئيس للاقتراح بل ورفض بوش له حين طرحه تشيني للمرة الأولى عام 2007. ومن جانبها قالت رايس إنها استاءت مما اعتبرته هجوما على نزاهتها من جانب تشيني في مذكراته التي صدرت هذا الأسبوع. ورفضت رايس -في مقابلة مع رويترز- زعم تشيني أنها ضللت الرئيس السابق جورج بوش بشأن الدبلوماسية التي اتبعت في التعامل مع الملف النووي لكوريا الشمالية. وقالت رايس في أول تعليق علني على الأمر"لقد أبقيت الرئيس على اطلاع كامل بكل صغيرة وكبيرة في المفاوضات مع الكوريين الشماليين". وأضافت قائلة "يمكنك أن تتحدث عن اختلافات في السياسات دون الإيحاء بأن زميلك ضلل الرئيس بطريقة ما. فلتعلم أنني لا أقبل ما ينطوي عليه هذا من هجوم على نزاهتي." كما فندت رايس -في مقابلة عبر الهاتف - فقرة في كتاب تشيني قال فيها إن رايس "اعترفت باكية" بأن إدارة بوش كان عليها الاعتذار عما زعمه بوش في خطاب حالة الاتحاد في 2003 بشأن سعي العراق المفترض للحصول على اليورانيوم لصنع أسلحة نووية. وكتب تشيني -الذي عارض تقديم اعتذار علني عن الزعم الذي لم يكن له أساس- أن رايس "جاءت إلى حجرة مكتبي وجلست في المقعد المجاور لمكتبي واعترفت باكية بأنني كنت على حق". وقالت رايس في المقابلة "بالقطع لا يبدو أن هذه التي تحدث عنها هي أنا ،الآن هل يبدو ذلك؟.لا أتذكر أنني ذهبت إلى نائب الرئيس باكية بشان أي شيء طيلة السنوات الثماني التي عرفته فيها". وأضافت "بالفعل أخبرته أنه كان على حق بشأن رد فعل الصحافة" على اعتراف الإدارة بأن التعليقات الخاصة بسعي العراق لشراء اليورانيوم من إفريقيا لم يكن مناسبا وضعها في خطاب بوش. وتابعت "وبالتالي قلت لنائب الرئيس ،هل تعلم، لقد كنت على حق بشأن رد فعل الصحافة. لكنني متأكدة تماما أنني لم أفعل ذلك وأنا أبكي". ورايس هي إحدى أبرز معاوني بوش السابقين التي تنتقد مذكرات تشيني. وقال وزير الخارجية الأسبق كولن باول -سلف رايس- إن كتاب تشيني يوجه "ضربات رخيصة" لزملائه ويقدم تفسيرات غير صادقة للأحداث.