وعد أول مدير للاستخبارات الوطنية الاميركية جون نيغروبونتي الكونغرس، بإصلاح هذا القطاع بمكافحة"بارونات الاستخبارات"والقضاء على عقلية التحزب في الاجهزة الامنية، لتجنب تكرار الفشل في تفادي اعتداءات مثلما حصل في 11 أيلول سبتمبر 2001 وأخطاء التحليل في شأن ترسانة الاسلحة العراقية. وقال نيغروبونتي امام مجلس الشيوخ في وقت متقدم ليل الثلثاء:"الجميع يعرف أنه عمل صعب، لكن الامور التي يجب أن تتم في شكل مختلف ستكون في شكل مختلف .نحتاج الى قطاع واحد للاستخبارات يتعاون من دون صدامات، ويتحرك بسرعة ويمضي في التفكير في المستقبل، مع وقت أكبر للتفكير في الماضي". جاء ذلك خلال جلسات مجلس الشيوخ للمصادقة على تعيين نيغروبونتي السفير الاميركي السابق لدى العراق في المنصب الذي يشرف على نحو 15 جهاز استخبارات، بما فيها وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي . وسيدشن هذا الديبلوماسي المحترف 65 سنة المنصب الذي استحدث، بموجب توصيات لجنة التحقيق في اعتداءات أيلول. وشجع البرلمانيون نيغروبونتي على التحرك بقوة، بعد الفشل الذي شكلته اعتداءات أيلول وأخطاء التحليل في شأن خطر الترسانة العراقية . وقال السناتور الديموقراطي جاي روكفلر ان نيغروبونتي يحتاج لينجح"الدهاء الإداري الذي تمتع به لي ياكوكا مدير ورئيس مجلس ادارة كرايسلر المعروف ببراعته وقدرة بيل غيتس على الابتكار، وحزم شخصية ونستون تشرشل وقوته". وتحدث رئيس لجنة الاستخبارات في المجلس الجمهوري بات روبرتس عن ضرورة ان يكون نيغروبونتي مستعداً ل"ضرب بعضهم وركل آخرين".وقال مخاطباً إياه:"بصفتكم أول مدير للامن الوطني ستسجلون سابقات تاريخية تحدد مستقبل جميع المديرين المقبلين ... وإذا لم يمارس أول مدير للأمن الوطني كل صلاحياته، سيصعب على المديرين المقبلين ان يفعلوا". ودعا أعضاء آخرون في مجلس الشيوخ بينهم الجمهورية أولمبيا سنو، نيغروبونتي الى القضاء على عقليات التحزب، مؤكدة ان على عناصر الاستخبارات تغليب ولائهم لبلدهم ولقطاع الاستخبارات برمته، على أي هيئة اخرى . واعترف نيغروبونتي بضرورة ان تكون"نوعية العمل الاستخباراتي أفضل"، مؤكداً أن ذلك سيكون من أولويات مهمته. وزاد أنه يؤمن ب"العمل الجماعي"، معلناً أنه ضاعف اتصالاته بمسؤولي وزارات الدفاع والعدل والأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي ووكالة الاستخبارات .وأضاف:"جرى الحديث كثيراً عن بارونات الاستخبارات، وليس هناك دخان بلا نار.. .لكن الوقت الحالي يتطلب تجاوز الانقسامات بين المدنيين والعسكريين". ووعد بالصراحة الكاملة، بعدما اتهم المدير السابق للوكالة جورج تينيت بالمسايرة، خصوصاً في قضية ادعاء وجود اسلحة دمار شامل في العراق قبل الحرب على هذا البلد . واعرب عن اعتقاده بأن"الرئيس يستحق ان يعرض عليه مدير الاستخبارات الوطنية وأجهزة الاستخبارات الحقيقة الصرفة".