سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسؤول العمليات السرية في "سي آي اي" يقدم استقالته . تقرير لمجلس الشيوخ إنتقد اداء الوكالة وسرّع إستقالة تينيت ودعوات لاصلاحات واسعة في اجهزة الاستخبارات ال 15
أعلن في العاصمة الاميركية، في اعقاب استقالة مدير وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي جورج تينيت الخميس، ان مسؤول العمليات السرية في الوكالة سيقدم استقالته الشهر المقبل ، في حين دعا اعضاء نافذون في مجلس الشيوخ الى اجراء اصلاحات واسعة في اجهزة الاستخبارات ال 15، وقالت "نيويورك تايمز" ان تقريرا سريا لمجلس الشيوخ الاميركي ينتقد بشدة عمل ال"سي آي اي" حول العراق ربما يكون سرّع استقالة تينيت. واعلن مسؤول اميركي طلب عدم ذكر اسمه ان المدير المساعد لجهاز العمليات في الوكالة جيمس بافيت المسؤول عن العمليات السرية سيقدم استقالته الشهر المقبل، موضحا ان بافيت اتخذ قراره قبل الاعلان عن استقالة تينيت. ودفعت استقالة مدير الوكالة بمجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ النافذين الديموقراطيين والجمهوريين الى الدعوة الى عملية اصلاح واسعة للاستخبارات، واقترح هؤلاء الشيوخ وبينهم الديموقراطيان جون روكفلر وبوب غراهام والجمهوريان اولمبيا سيمون وترينت لوت مشروع قانون ينص على عملية اصلاح واسعة لاجهزة الاستخبارات. ويشغل روكفلر منصب نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ. ويشمل الاقتراح استحداث منصب مدير مكلف الاستخبارات الوطنية يرأس وكالات الاستخبارات ال 15 بما فيها ال"سي آي اي". وسيكلف الشخص الذي يشغل هذا المنصب جزءاً كبيراً من العمل الذي يقوم به حاليا مدير الوكالة لكنه لن يكون ملزما بادارتها اليومية. وقال اعضاء مجلس الشيوخ في بيان ان "هذا التنظيم سيمنح مدير الاستخبارات الوقت اللازم للتأكد من ان الوكالة تقوم بعملها على أفضل وجه ممكن لجمع وتحليل وتوزيع المعلومات". واضافوا "بقرار كهذا يمكننا ان نبدأ الاصلاحات اللازمة للاستخبارات في مرحلة ما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي لنواجه تهديد الارهاب غير المنبثق عن الدول". تقرير سري وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" امس ان تقريرا سريا لمجلس الشيوخ ينتقد عمل الوكالة عجل على ما يبدو في تقديم تينيت استقالته. وتنتقد الوثيقة الواقعة في 400 صفحة بشكل خاص معلومات الوكالة حول اسلحة الدمار الشامل العراقية التي كان الاشتباه بوجودها الذريعة الرئيسية وراء الغزو العسكري الاميركي. وقال مسؤولون اطلعوا على التقرير الذي ستنشر نسخة منه قبل نهاية الشهر انه ينتقد الوكالة في مجالات عدة مثل الجمع غير الكامل للمعلومات والتحليل المنقوص ومصادر غير موثوقة. لكن مسؤولاً كبيراً في الاستخبارات الاميركية أكد ان تينيت لم يقرأ ولم يطلع على التقرير، مضيفا ان ربط استقالته بهذه الوثيقة "أمر تافه". وتواجه ال"سي آي اي" تحقيقات امام لجنة مستقله للتحقيق في اعتداءات 11 ايلول سبتمبر يفترض ان تقدم تقريرها في نهاية تموز يوليو، لكن تقييما أوليا للجنة نشر في نيسان ابريل وجه انتقادات شديدة الى اداء الوكالة في مكافحة الارهاب قبل الاعتداءات. وتخضع ال"سي آي اي" ايضا لتحقيق امام لجنة اخرى مستقلة شكلها بوش في شباط فبراير الماضي في أوج الانتقادات التي اثارها عدم تمكن الولاياتالمتحدة من ايجاد اسلحة العراق المحظورة. من جهته، قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد امس انه يأسف لاستقالة تينيت المفاجئة ووصفه بأنه "مسؤول يتمتع بمواهب عالية". وقال رامسفيلد في بيان اذيع خلال زيارته سنغافورة لحضور مؤتمر عن الامن الاسيوي "انني انضم الى الرئيس بوش في الاعراب عن الاسف لقراره ترك الحكومة وأعرب عن أخلص امنياتي له". واضاف ان "تينيت كان يفهم جيدا ان العلاقة بين مدير الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع علاقة حيوية وان نجاح بلدنا في الحرب يتوقف عليها". وفي لندن، أصر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على ان تينيت استقال لاسباب شخصية بحتة وليس نتيجة اخفاق وكالته في توقع اعتداء 11 ايلول او العثور على اسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة. لكن صحيفة "ذي تايمز" البريطانية قالت ان استقالة تينيت تشكل احراجاً لحكومة بلير التي قررت تعيين جون سكارليت رئيسا لجهاز الاستخبارات الخارجية، بعدما كان شريكا لتينيت في تضخيم ملف اسلحة العراق بوصفه رئيسا للجنة المشتركة للاستخبارات.