يعتبر بورتر غوس 65 عاماً الذي ثبته الكونغرس الاميركي في منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي، خبيراً في الاستخبارات، اذ عمل بعد تخرجه في جامعة "يال" في الجهاز السري ل"سي آي أي" من 1962 الى 1971، ودخل مجلس النواب الاميركي في عام 1988 بفوزه في انتخابات ولاية فلوريدا. وترأس غوس الذي يغطي شعره الشيب ويضع نظارات رقيقة، لجنة الاستخبارات في مجلس النواب ذي الغالبية الجمهورية منذ نحو ثماني سنوات، وتولى رئاسة لجنة التحقيق المستقلة في اعتداءات 11 ايلول، وكشف اوجه قصور عدة لدى وكالة الاستخبارات المركزية. ويوصف غوس من جانب مؤيديه الكثيرين في الكونغرس بأنه يتحلى بروح المبادرة، ويثقون بقدرته على الاشراف على النشاطات الاستخباراتية، من دون ان يتأثر بماضيه كعميل ل"سي آي أي". ورحب السناتور الجمهوري بات روبرتس، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، بتعيين غوس بقوله انه "الرجل المناسب" للوكالة، لكن معارضيه يعتبرونه في المقابل شديد الارتباط بالوكالة، "ما يصعب عليه امر اعطاء حكم موضوعي في قضاياها الداخلية العالقة". وأكد ملفين غودمان العميل السابق في ال"سي آي أي" والخبير الحالي لدى مركز "السياسة الدولية" الخاص، امتلاك غوس علاقات كثيرة بالوكالات الاستخباراتية التابعة ل"سي آي أي"، وقال لا يمكن ان يكون غوس مدافعاً عن الوكالة، بل شخص قوي يستطيع التصدي للمشكلات". ورفض غوس بشدة هذه الانتقادات، وقال قبل تعيينه إن "تجربة خدمة الوكالة من موقع المدير لا تشكل فرصة بالنسبة إلي فقط بل التزاماً بالدفاع عن الوكالة بأي ثمن". وقرن غوس القول بالفعل عندما وافق في 23 حزيران يونيو الماضي، على تقرير للجنة الاستخبارات في مجلس النواب وجه انتقادات قاسية لاداء الوكالة المركزية ومديرها المستقيل جورج تينيت الذي احتج على ذلك في رسالة تم نشرها. ويأخذ البعض على غوس كونه حزبياً متحمساً للحزب الجمهوري. فهو شارك في مطلع حزيران يونيو الماضي، بحماسة، في حملة الرئيس جورج بوش ضد اقتراحات تتعلق بالسياسة الخارجية طرحها المرشح الديموقراطي جون كيري. ووصف غوس آراء كيري بأنها "ذات سذاجة خطرة". ومن دون ان يسميه، حذر السيناتور الديموقراطي جاي روكفلر الرجل الثاني في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، من "اختيار اي شخص سياسي ديموقراطي او جمهوري لادارة الوكالة، "باعتباره امراً خاطئاً". ورجح ديموقراطيون اقالة غوس في حال فوز كيري في الانتخابات الرئاسية المقررة في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وكان اعضاء ديموقراطيون كثيرون في مجلس الشيوخ صوتوا ضد تعيين غوس هذا الاسبوع، ومن بينهم تيد كينيدي وهيلاري كلينتون وجاي روكفلر، لكن تعيينه ثبت في نهاية المطاف بغالبية 77 صوتاً في مقابل معارضة 17.