اعتماداً على موهبة يميزها جمال غير تقليدي، انطلقت مادلين طبر إلى عالم النجومية من شاشة تلفزيون محلي كمقدمة لبرنامج "استوديو الفن". بعدها، بدأت الممثلة اللبنانية تحقيق النجاحات في مجالات التمثيل والتقديم وأخيراً الإنتاج، خصوصاً في مصر التي كرّستها نجمة ذات طابع خاص. في الدوحة حيث كانت ترّوج لعدد من الأفلام الوثائقية، التقت"الحياة"مادلين طبر وكان معها هذا الحوار. بدأت طبر حديثها مع"الحياة"عن انقطاعها المتواصل عن التمثيل وعودتها القوية في رمضان الماضي،"منذ 5 سنوات أحسست بنوع من الانتشاء. ذقت طعم الشهرة باكراً، ففي سن ال18 صرت نجمة وعملت في دبيوالدوحة والبلاد العربية كافة... من يبدأ صغيراً يحس إما بالإحباط كما حصل مع شريهان أو بنوع من الملل والزهد ... كنت أغيب لفترة أنصرف خلالها إلى الإنتاج، ثم أشتاق إلى التمثيل وأعود مخيبة آمال الحساد. لا أستطيع الابتعاد كثيراً، فالتمثيل يجري في دمي". من تابع أعمال مادلين طبر، يعرف أنها تبحث دوماً عن المواضيع التي تطرق باب السياسة، من"جواز سفر أمريكاني"إلى عملها الجديد... وعلى رغم أن الممثلة اللبنانية التي شاركت في عدد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، لم تحظ بفرص البطولة المطلقة، لكن لبطلة"كفرون"مفهوماً آخر"تأتيني أدوار بطولة لكنني ارفض بسبب النص أو شركة الإنتاج أو الأبطال المشاركين. إنما قد أشارك في عمل مثل"محمود المصري"أو"مشوار امرأة"، وهما بنظري أهم ما قدم في رمضان الماضي - إذ أدرك أنني سأعلّم كثيراً في ذاكرة المشاهدين. فالعمل مع محمود عبدالعزيز أو نادية الجندي أو محمود ياسين أو يحيى الفخراني سيكسبني خبرة. من يعمل مع العمالقة لا ينجذب إلى الصغار... أحب الظهور بدور لافت يمكنني من خلاله توظيف أدواتي في شكل مناسب يمكنني من الغياب والعودة متى أريد". وعن جديدها تقول:"أعود حالياً إلى البطولة مع العمدة صلاح السعدني. وأقوم ببطولة مسلسل يناقش فكرة خطيرة ألا وهي عملية التطبيع مع إسرائيل. أجسد في المسلسل الذي يخوض من خلاله المخرج أحمد عبدالحميد أولى تجاربه السياسية، شخصية فتاة مصرية من أصل يهودي. تطلب منها الاستخبارات اليهودية أن تعود إلى القاهرة التي تركتها منذ مدة، وذلك لاستشفاف الحالة العامة في الشارع المصري... كما أقرأ حالياً سيناريو مسلسل آخر مع مصطفى فهمي يحمل عنوان"أوراق شتوية". تتمنى مادلين طبر العودة إلى الدراما اللبنانية وترحب كثيراً بأي عمل جديد يعرض عليها."تحدثت مراراً مع مروان نجار وشكري أنيس فاخوري. لكنهما أقنعاني بأن إنتاجاتهما صغيرة وأن الإطار الذي سأقدم فيه سيكون ضعيفاً بالنسبة الى اسمي. هذا ليس انتقاصاً للأعمال اللبنانية لكنه احترام لتاريخي... أحتاج الى منتج ثري يمسك بيدي ويساعدني على تقديم حياة اليسار وعشتروت، وللأسف إنتاجي الخاص لا يمكنني من تقديم ما أحلم به". من هذا المنطلق، تعترف مادلين طبر بأنها تعشق تاريخ لبنان وبأنها متمسكة لأبعد الحدود بتاريخ لبنان الغني،"لذا أود أن أعلن أنني سأقصد خلال زيارتي إلى بيروت، الشاعر سعيد عقل، وسأبحث معه احتمال رفع دعوى ضد مذيع أردني يعمل في تلفزيون سلطنة عمان، اعتبر في برنامج وثائقي عرض أخيراً أن اللبنانيين ليسوا فينيقيين". ولمادلين طبر مشوار طويل مع الجوائز. لكن أحبها إلى قلبها تلك التي حصدتها عن فيلم"جواز سفر أمريكاني":"جاءت هذه الجائزة كفشة خلق، خصوصاً أنها عوضتني عن جائزة كنت أحلم بها يوم جسدت دور"جمرة ملكة الجبل"في مسلسل"القزويني"مع حسن يوسف. إذ قدمت دوراً حمل الكثير من التناقضات لكنني، وبدلاً من تسلم الجائزة التي وعدت بها قدمت الحفلة التي سلمت التقدير إلى محطة عربية كنوع من المجاملة... للأسف المهرجانات العربية ليست منصفة دائماً". مادلين طبر التي أرادت في بدايتها انطلاقة قوية، فغامرت وطرقت باب هوليوود، لم توّفق لأنها لم تكن تتسلح بالخبرة كما تقول، لكنها اليوم لا تحلم بعاصمة الفن السابع."لهوليوود لعبة أخرى ومفاتيح مختلفة. أنا حالياً لا أفكر في الموضوع، خصوصاً أنني حققت في مصر كل ما أريده". غير أن للممثلة اللبنانية طموح الفينيقيين،"لذلك تراني أخوض اليوم تجربة الإنتاج... في داخلي تاجرة فينيقية طموحة، تحاول جاهدة أن تؤمن للفنانة حياة أفضل تسمح لها باختيار أعمالها براحة تامة". تزور مادلين طبر بيروت حالياً للتفاوض مع محطة"أم بي سي"من أجل تقديم برنامج جديد، كما تنتظر ردّاً من شركة"روتانا"عن فيليمن تعود من خلالها إلى السينما، الأول لرفيق الصبان يحمل عنوان"ليلة ساحرة"، والثاني"نار يا حبيبي"."حان وقت السينما... وهي رهاني لهذا العام"، تقول خاتمة".